شارك نحو 30 حرفيا (29 منهم نساء)، اليوم الأحد، في معرض بعنوان » سوق الأحد » للمنتجات الحرفية والأعمال اليديوية والفنية، الذي احتضنه فضاء المقهى الثقافي في حي الغزالة بولاية أريانة.
وقد أثث معرض الإبداعات الحرفية، منتوجات متنوعة من النسيج والتطريز اليدوي والحلي و الزيوت المقطرة والعطور ، بالإضافة إلى عدد من اللوحات الفنية.
تحمل المبادرة في طياتها أحلام ومستقبل حرفيات تنوعت منتوجاتهن، كما تنوعت اختصاصاتهن الأكاديمية، فمن اختصاص الهندسة والمحاسبة ومضيفة طيران، انتقلن إلى صناعة الحرف اليديوية.
وتقول سارة البالغة من العمر 24 سنة، حرفية في صناعة الحلي التقليدي، و حاملة لشهادة جامعية في اختصاص المحاسبة، » لقد أغلقت أمامي أبواب التشغيل على إثر تخرجي، فالتجأت إلى ممارسة هوايتي المتمثلة في صناعة الحلي والصناعات التقليدية وتحصلت على بطاقة احتراف في المجال ». وأردفت، » أنا سعيدة جدا بهذه الحرفة، وأشعر براحة نفسية كبيرة ووجدت نفسي في هذا المجال أكثر من المحاسبة »، على حد تعبيرها.
وقررت صابرين وهي شابة كانت تعمل مضيفة طيران أن تصبح صاحبة مشروع، وانطلقت بصناعة الشمع المعطر ثم طورت مشروعها بإضافة عديد المنتوجات على غرار العطور الطبيعية الخالية من المواد الكحولية والكيميائية.
أما الشابة نوال الآغا، متحصلة على الدكتوراه في الصناعات البيولوجية، فقد اختارت أيضا أن تكون صاحبة مشروع من خلال صناعة المياه المقطرة من النباتات وصناعة الزيوت الأساسية و مواد تنظيف (صابون) و مواد تجميل. وتقول نوال، « أطمح الى تطوير منتوجي و إدخال منتوجات تجميل جديدة، كما أفكر في توسيع مشروعي من خلال زراعة النباتات التي أستعملها في التقطير وإقامة مشتلة للنباتات ».
أما وصال، ذات السادسة عشر ربيعا وهي تلميذة بمعهد ثانوي، فقد استغلت الأنترنات لتعلم التطريز اليديوي من خلال فيديوهات اليوتيوب، فيما تعلمت صديقتها ذات ال17 سنة وهي أيضا تلميذة، عن والدتها وجدتها الصناعة ذاتها، حيث تقول، » أحاول أن أوفق بين دراستي وومارسة هوايتي في التطريز التي أجد فيها ضالتي والترويح عن نفسي من تعب الدراسة ».
وقال أحد القائمين على المقهى الثقافي ومنظم تظاهرة « سوق الأحد » ، أسامة الظاهري، في تصريح لوكالة تونس إفرقيا للأنباء، » إننا كفاعلين في الحقل الثقافي، وانطلاقا من إيماننا بالأعمال اليديوية وبالمنتوجات التي ترتكز على الرسكلة وبفكرة المنتوج الثقافي اليدوي والفني المستوحى من السوق المحلي، نظمنا هذه البادرة الأولى و ستليها عديد المبادرات في هذا المجال ».
وتابع قوله « لقد فتحنا اليوم هذا الفضاء أمام الحرفيات والمبدعات، بهدف دعم المنتوج الذي يحمل الهوية التونسية ويقوم على الصناعة اليدوية والصحية، الصديق للبيئة.. وسنعمل على تطوير التظاهرة حتى تستوعب أكثر منتوجات و أكثر عدد من الحرفيات والحرفيين ».