كان جمهور الدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية امس الثلاثاء بمدينة الثقافة بالعاصمة على موعد مع مشروع نور، أو « نور بروجكت » وهي مجموعة موسيقية مستقلّة من مصر تمزج بين موسيقى العالم والموسيقى الشرقية.
هذه المجموعة تأسست سنة 2013 واسمها مستوحى من اسم مؤسسها الفنان وعازف الساكسوفون المتميز نور عاشور وهي من أنجح وأشهر الفرق الموسيقية الشبابية اليوم في مصر، التي تقدم عروضا في مختلف البلدان العربية والأجنبية.
الحفل كان شبابيا بامتياز، وفرقة « نور بروجكت » أنارت سماء مدينة الثقافة وكانت وفية لمبادئها وتوجهاتها، حيث قدمت للجمهور الكبير الذي تابع العرض في قاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة، مجموعة من الأغاني التي تضمنها ألبومها الغنائي « أول ألبوم » (عنوانه) والذي يعبر عن البهجة والسرور ويقدم موسيقى مفعمة بالحب والأمل والتفاؤل وتحث على نشر الفرح، فجعلت الجمهور يحلق في سماء الموسيقى الراقية ويعيش البهجة والفرح، ولو لساعة من الزمن.
تقول كلمات إحدى الأغاني  » ناكل موسيقى، نشرب موسيقى، نفرح ونحزن موسيقى وننشر موسيقى، وحياتنا حفلة، ما احنا أصلا فنانين » ولعل هذه الكلمات تختزل توجهات هذه الفرقة الموسيقية واختياراتها الفنية، هذه الدعوة إلى حب الموسيقى والاستمتاع بها وبالحياة تبثها المجموعة الموسيقية عبر مختلف أغاني الألبوم المفعمة بالسعادة والحياة منها « حلوة حلاوة » و »مفتاح الفرج » و »فينا الخير » وصقفوا هيصوا » وغيرها.
ولئن أعجب الحاضرون بكل ما قدمته المجموعة من أغان فإن ذروة التفاعل والانتشاء كانت حين فاجأهم عازف الساكسوفون وقائد الفرقة نور عاشور بغناء وعزف أغنية للفنان التونسي الراحل محمد الجموسي « كي جيتينا » حيث قدمها بتوزيع جديد يعكس براعة كبيرة في المزج بين الإيقاعات الغربية والعربية.
* الفنان محمد الجموسي كان سابقا لعصره لكن لم يأخذ حظه كما يجب
عن هذه الاختيارات الغنائية وعن الحضور في أيام قرطاج الموسيقية كان لوكالة تونس إفريقيا للأنباء لقاء خاطف مع الفنان نور عاشور أعرب فيه عن شكره لهيئة أيام قرطاج الموسيقية على توجيه الدعوة لمجموعة « نور بروجكت » التي تشارك لأول مرة في هذه التظاهرة الفنية الموسيقية. أما نور عاشور فهي الزيارة الثانية له إلى تونس بعد الأولى التي حضر فيها كعازف ضمن الفرقة الموسيقية المرافقة للفنان محمد منير في حفل أقيم سنة 2017 ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي.
وعن تأدية أغنية الجموسي « كي جيتينا »، قال : « اخترنا أغنية من التراث التونسي نحبها جدا ونحب مؤلفها الفنان القدير محمد الجموسي وهي أغنية ساحرة. وكنا غنّيناها مرة في مصر ونالت إعجاب الجمهور كثيرا، واليوم اخترنا أن نغنيها ثانية ونقدمها لأول مرة أمام الجمهور التونسي ».
وأضاف متحدثا عن الفنان محمد الجموسي « إنه في تقديري فنان غير عادي فهو قامة كبيرة وبرأيي لم يأخذ حظه كما يجب في مصر رغم أن الجمهور يعرفه بل حتى في تونس أرى أن هذا الفنان الكبير له أغان رائعة ومن المهم إعادة توزيعها بشكل جديد مواكب للعصر فقد كان الجموسي سابقا لعصره وأغانيه الخالدة قادرة على أن تواكب عصرنا اليوم أيضا إذا ما اشتغلنا عليها ».
* هدف الفنان ليس الجوائز بل تقديم الفن للجمهور
وحول المشاركة في أيام قرطاج الموسيقية التي لا تتضمن دورتها هذا العام مسابقة، قال نور عاشور « يبدو لي أفضل، فأي فنان لو تم تخييره بين المشاركة في المسابقة أو العزف فقط أمام الجمهور لن يختار المسابقة فالهدف ليس الجوائز أو التسابق بل تقديم الفن والموسيقى للناس » وأضاف « الهدف من مشاركتنا ليس الجائزة بل التعرف على موسيقيين آخرين وأن نعزف معا ونستمع إلى موسيقى بعضنا البعض ». وأعرب في هذا السياق عن إعجابه بالفرق الموسيقية التي حضر عروضها منذ بداية الدورة وخاصة منها مجموعات موسيقية من تونس ومن موريتانيا.
وحول إمكانية تقديم أعماله الموسيقية مرة أخرى أمام جمهور أوسع في تونس وإمكانية مشاركته في مهرجان قرطاج الدولي قال قائد مجموعة « نور بروجكت » عازف الساكسوفون نور عاشور « شرف لأي فنان أن يعزف على ركح مهرجان قرطاج » (يضحك…ياريت) قبل أن يضيف بكل ثقة وعزم « نحن جايين…جايين ».