اختتمت، ليلة أمس السبت، بالمركب الثقافي نيابوليس بنابل، احتفالات شهر التراث الملتئمة تحت شعار » تراثنا رؤية تتغير وتشريعات تواكب »، بتنظيم تظاهرة « نيابوليس الجيل الخامس ».
وتضمّنت هذه التظاهرة بالخصوص عرضا من نوع » المابينغ شو » لرحلة عبر الزمن في تاريخ نابل من الحقبة القرطاجية البونيقية إلى حقبة نابل الحديثة مرور بالحقبة الرومانية وعرضا موسيقيا افتتحته الفنانة مريم العريّض بأغنية باللغة القرطاجية وأحيته مجموعة « جذب » التي اختارت بدورها التجديد في الموسيقى المستلهمة من التراث التونسي.
وأشارت رئيسة مصلحة الحرف والفنون والمحافظة على الذاكرة المحلية بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بنابل، وفاء بالطيب، في تصريح ل »وات »، إلى أن عرض « رحلة » من نوع » المابينغ شو » الذي أنجزته شركة ناشئة متخصصة جاء في شكل رحلة عبر الزمن في تاريخ نابل في شكل فنتازيا الصورة والمكان والشخصيات وباستعمال تقنية الاسقاط الضوئي على واجهة المركب الثقافي نيابوليس للوحات فنية ثلاثية الأبعاد والمؤثرات الضوئية وظفت عناصر أثرية حقيقية للحقبات القرطاجية البونيقية والرومانية ولنابل الحديثة وخاصة ما له علاقة بالفخار والخزف والجليز.
وأوضحت أن عرض « رحلة » شفع بتنظيم حفل موسيقي افتتحته الفنانة مريم العريّض باغنية « انتيتيام » (سيدة البحر) من تلحينها وأدائها باللغة القرطاجية تعرض لأول مرة في نابل وبالاعتماد على نص صاغه ريان المناعي الذي نسق مع أستاذ فلسطيني خبير في اللغة الكنعانية والفينيقية والتي تروي بدورها رحلة في الكلمات والعادات القديمة ليتواصل العرض الموسيقي مع مجموعة « جذب » التي تعمل في مجال التجديد في توظيف التراث الموسيقي التونسي من خلال تصور يوظف الالات الموسيقية الحديثة والتكنولوجيات الرقمية في مختلف أبعادها من إضاءة وصورة ومؤثرات.
ولاحظت منسقة تظاهرة نيابوليس الجيل الخامس من جهة أخرى أن اليوم الختامي للاحتفال بالدورة 33 لشهر التراث الذي انطلق منذ صباح السبت بتنظيم ندوة حوارية حول » التراث في قطاع التراث » بحضور الفاعلين والمهتمين بقطاع التراث في ولاية نابل وبتخصيص الفترة المسائية لزوار المركز والاطفال لزيارة افتراضية للحوانيت البونية بقربة باستعمال تقنية الواقع الافتراضي وأجهزة » في ار » والتي أعادت إحياء فضاء موقع الحوانيت باستعمال القطع الأثرية والتريخية بمتحف نابل ومتحف كركوان.
وأشارت وفاء بالطيب إلى أن المندوبية الجهوية للثقافة بنابل قد حرصت من خلال تنظيم اليوم الختامي للاحتفال بشهر التراث على إبراز أهمية التجديد التكنولوجي بمختلف أبعاده في التعريف بالتراث التونسي وتثمينه ومزيد تقريبه من الجمهور من أجل المحافظة عليه وصيانته فضلا عن فتح مسارات جديدة للتثمين والتجديد وخلق فرص للإبداع وبعث المؤسسات الناشئة التي تثمن الموروث التراثي العريق لنابل وتونس عموما.