افتتحت اليوم الخميس اعمال المؤتمر الدولي الثالث حول » المكملات الغذائية في مجال الرياضة » الذي تنظمه الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات من 28 الى 30 نوفمبر بالحمامات بمشاركة خبراء ومختصين .وممثلين عن الوزارات المعنية وعن الهايكل الدولية المعنية بمكافحة المنشطات
واكد وزير الشباب والرياضة الصادق المورالي في كلمته التي القاها نيابة عنه المدير العام للتربية البدنية والتكوين والبحث نزار السويسي ان السنوات الاخيرة شهدت تزايدا في تناول المكملات الغذائية في صفوف الرياضيين والشباب بما يؤكد التدخل العاجل لاتخاذ كل التدابير الوقائية والرفع من مستوى السلامة للاستعمال الآمن لهذا الصنف من المنتجات وتعزيز مستوى الحيطة لدى الرياضيين والشباب بما يجنبهم الاستعمال المتعمد وغير المتعمد للمنشطات المحظورة .
واشار الى ان التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر ستكون منطلقا لوضع استراتجية وطنية ترتكز على حماية الرياضيين والشباب من الاستعمال الخاطئ والمحظور للمكملات الغذائية وتعزز الجهود الوطنية لمكافحة المنشطات بما يضمن الصحة والنزاهة والمنافسة الشريفة في اطار الروح الرياضية والاولمبية .
وابرز المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات شكري حمدة من جهته في تصريح لوكالة « وات » ان تنظيم المؤتمر الدولي ياتي في اطار البحث عن حلول متكاملة لاحكام التعاطي مع المكملات الغذائية في الاوساط الرياضية والشبابية خاصة في ظل تزايد استهلاك المكملات الغذائية في صفوف الرياضيين والشباب وارتفاع نسق ترويجها في اطار غير منظم قانونيا بما جعلها اكبر مدخل لتعاطي المنشطات وفق احصائيات الوكالة التي تقول ان اكثر من 50 بالمائة من حالات تعاطي المنشطات تكون عبر تناول المكملات الغذائية دون علم الرياضي او الطبيب او المدرب .
وقال » لقد حرصنا من خلال تنظيم هذا المؤتمر العلمي بمشاركة خبراء ذوي صيت عالمي ومختصين وممثلين عن هياكل دولية معنية بمراقبة المنشطات ومن بينها اليونسكو ومجلس اوروبا ومن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات على ان نضع الاطر الملائمة لحماية الرياضيين والشباب وتوعية الاطارات المتدخلة في مجال الانشطة الرياضية خاصة وان اكبر خطر يمكن ان تواجهه الرياضة التونسية والرياضيين التونسيين هو حرمانهم من المشاركة في التظاهرات الرياضية ومن تحقيق التتويجات بسبب تعاطي المنشطات عن غير قصد وعبر استهلاك المكملات الغذائية « .
ولاحظ ان تونس تعد من الدول الرائدة في مكافحة المنشطات وان الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات تعد 5 خبراء دوليين في هذا المجال مبرزا ان المؤتمر سيكون كذلك مناسبة لابرام 8 اتفاقات مع دول صديقة لدعمها في مجال مكافحة المنشطات في اطار برنامج لتاهيل هياكل مكافحة المنشطات بدول شمال افريقيا .
واشار من جهة اخرى الى ان المؤتمر العلمي الدولي سيبحث بالخصوص في الطبيعة العلمية والغذائية والدوائية والصيدلية للمكملات الغذائية من اجل تحديد كنهها والالمام بخصوصياتها في اطار ورشات عمل بمشاركة لجنة منح تراخيص ترويج المكملات الغذائية وبمشاركة اطباء وعمداء كليات الطب وعن المؤسسات التعليمية المهتمة بالتغذية .
ولاحظ ان جانبا هاما من اعمال المؤتمر سيخصص للتعمق في مشروع الامر الذي تعمل عليه وزارة الصحة ليكون الاطار القانوني المنظم لترويج المكملات الغذائية وصناعتها واستيرادها وبالتالي » تلافي الفراغ القانوني المنظم لهذه المنتجات خاصة بعد ان اصبحت عديد قاعات الرياضة مغازات لترويج المكملات الغذائية دون الوعي بخطورتها وانعكاساتها » على حد تعبيره .
وكشفت الدكتورة الصيدلانية بالوكالة الوطنية للادوية ومواد الصحة نيسان رزق والمتخصصة في دراسة ملفات المكملات الغذائية من جهتها ان وزارة الصحة تعمل على اعداد مشروع امر ينظم ويؤطر قطاع المكملات الغذائية بمختلف مراحله ان على مستوى التوريد او المصنع محليا بمصانع الدواء .
وشددت على ان هذا الامر سيكون الاطار الامثل لتنظيم قطاع المكملات الغذائية بمفهومه الشامل من التصنيع الى التوريد الى الترويج مبرزة ان المكملات الغذائية ليست دواء ولكنها منتجات يقبل عليها الشباب التونسي والرياضيين بما يؤكد الحاجة الى تنظيمه وافراده باطار قانوني يحمي المستهلك ويضمن توفر شروط السلامة والامن الصحي .
وقالت الخبيرة الدولية في مكافحة المنشطات في المجال الرياضي بالوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات هالة الكوكي من جهتها « ان المكملات الغذائية تعرف « بالمواد الحدودية » اي انها ليست من الادوية ولا من الاغذية بما يؤكد الحاجة الى تاطير تعاطيها خاصة وان كان لها بعض الفوائد فان استهلاكها العشوائي قد يتسبب في خلق مضار واشكاليات صحية قد تصل الى القصور الكلوي الحاد في حالات الاستهلاك المكثف « .
وابرزت ان الدراسات التي انجزت بالتعاون بين الوكالة والمرصد الوطني للرياضة حول السلوكات المحفوفة بالمخاطر لدى الشباب والرياضيين بينت انتشار استهلاك المكملات الغذائية في الوسطين الرياضي والشبابي بما يجعلها » ظاهرة مجتمعية » يجب العمل على تاطيرها وتنظيمها مؤكدة ان السلوك الاستهلاكي الرشيد والسليم يتطلب التوجه نحو البدائل الطبيعية او استهلاك المنتوج المراقب والمار بالمسالك المنظمة ووفق احياجات الرياضي او الشاب والتي يحددها المختصون في التغذية او المختصين في علوم التغذية لدى الرياضيين .