أكد مسؤولان في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين « الأونروا », أن المساحة التي تم حصر الفلسطينيين فيها بقطاع غزة, جراء أوامر الإخلاء الصهيونية المتكررة, « ضئيلة للغاية » وتفاقم الوضع الكارثي في القطاع.
جاء ذلك خلال الإفادة التي قدمها للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك, أمس الاثنين, كل من المتحدثة باسم الأونروا في غزة, لويز ووتريدج ونائب المدير الميداني الأول للأونروا, سام روز, عبر تقنية الفيديو من دير البلح وسط غزة.
وأوضحت ووتريدج, أن « مئات الآلاف من الفلسطينيين – أسرا وأطفالا وأمهات – مجبرون على النزوح يوميا وهم يجرون أمتعتهم ولا يعرفون إلى أين يذهبون ».
وأشارت إلى أنه في المنطقة الإنسانية المزعومة التي أعلنها جيش الاحتلال الصهيوني في خان يونس والمواصي « يمكن بالكاد رؤية الرمال على الأرض, بسبب اكتظاظ المنطقة ».
وأعقبت المسؤولة الأممية قائلة: « هناك دبابات في مناطق كانت تعرف سابقا بأنها مناطق آمنة وهذا مجرد دليل آخر على أن قطاع غزة ليس مكانا آمنا », مضيفة أن « الفلسطينيين لا يملكون مكانا يتوجهون إليه, كما أن الوصول إلى الموارد الإنسانية محدود للغاية, لأن العمليات الإنسانية تنزح هي الأخرى في ظل أوامر الإخلاء هذه ».
بدوره, قال نائب المدير الميداني الأول للأونروا, سام روز, أن سلسة أوامر الإخلاء الأخيرة التي أعلنها الاحتلال الصهيوني قلصت المنطقة الإنسانية المزعومة إلى 11 في المائة فقط من قطاع غزة بأكمله.
ولفت إلى أن تلك المناطق الإنسانية, عبارة عن « كثبان رملية, حيث يتكدس الناس فيها ويفعلون كل ما في وسعهم للعيش, أمام الخيارات المستحيلة التي يواجهونها, فهم لا يعرفون ماذا يفعلون وما إذا كان يجب عليهم البقاء أم الرحيل ».
وحول شلل الأطفال ومحاولة الحد من انتشاره, أكد المسؤول الأممي أن الجهود موجهة الآن نحو إنجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال, التي ستبدأ يوم السبت المقبل والتي تستهدف نحو 640 ألف طفل, حيث سيتلقى 40 في المائة من هؤلاء الأطفال اللقاحات من الأونروا التي تلعب دورا رئيسيا في هذه الحملة.
وأفاد روز, بأن الحملة تتطلب موارد بشرية ضخمة تضم أكثر من 3000 شخص, ألف منهم من موظفي الأونروا, داعيا في السياق إلى هدنة إنسانية, تسمح بتنفيذ حملة التطعيم بنجاح, حيث أن العملية ستكون – حسب ذات المسؤول – « صعبة للغاية وسيعتمد نجاحها إلى حد كبير على الظروف على الأرض في ذلك الوقت ».
ومنذ السابع أكتوبر 2023, يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا مدمرا على قطاع غزة, خلف أكثر من 40 ألف شهيد وأزيد من 93 ألف جريح وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة تسببت في نزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع وهو ما يعادل 9ر1 مليون شخص.