اكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في حوار لجريدة الصريح نشرته في عددها الصادر اليوم الجمعة ان تونس اليوم تحتاج الى تمتين علاقاتها مع كل الدول العربية مشيرا الى أن زيارته الى الاردن تأتي في اطار التعريف بالتجرية التونسية وبالديمقراطية التونسية الوليدة ولكن دون أى تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وبين رئيس الجمهورية في هذا الحديث الذى اجراه رئيس تحرير هذه الصحيفة بمناسبة زيارته الاخيرة للأردن ان الزيارات الخارجية التي يؤديها الى الدول الشقيقة والصديقة تهدف في المقام الاول الى اصلاح ما يجب اصلاحه اثر الازمات الديبلوماسية التي أضرت بعلاقات تونس خلال السنوات الفارطة معتبرا في ذات السياق أن زيارته الى القاهرة مؤخرا والتي وصفها بالناجحة للغاية جاءت في اطار اعادة المياه الى مجاريها بعد أن تم توتير العلاقات مع الاشقاء في مصر.
وذكر رئيس الجمهورية في هذا الاطار بان الديبلوماسية التونسية ابتعدت طيلة عقود عن كل التوترات والهزات التي لم تتورط فيها الا في السنوات الاخيرة وفق تحليله.
وبين ان زيارته للأردن نجحت في كسر الجليد والبرودة في العلاقات بين البلدين وأعادت لها الدفء اللازم من جديد.
وبخصوص قرار رئيس الحكومة اقالة وزير العدل قال رئيس الجمهورية بالرغم ان المسالة من اختصاص رئيس الحكومة بالأساس غير أنه على الوزير أن يكون متناغما مع الحكومة.. وأن يتبع خط سيرها.. ويدافع عن خياراتها.. لا أن يغرد خارج السرب وأن تكون له أراء لا تتلافى مع خيارات الحكومة.. التي هو في النهاية يمثلها…
وبين رئيس الجمهورية أن القضية الرئيسية اليوم في تونس هي كيفية اعادة عجلة الاستثمار الى الدوران. وخاصة عجلة الاستثمار الداخلي،معتبرا أن الظروف الامنية المتدهورة في السنوات الماضية لم تشجع على الاستثمار وأنهكت الشركات والمؤسسات الموجودة..وكانت النتيجة مغادرة العشرات منها لتونس…
ويرى الباجي قائد السبسي أن عودة التونسيين الى العمل والكد بجد ومعالجة المشاكل على مستوى الاستثمار بشكل جذرى هي من الحلول العاجلة..قائلا ان الكلمة المفتاح
في تونس اليوم هي ضرورة تبديل الجو ، أي ان تونس تحتاج الى مناخ جديد مشجع على العمل والنجاح بعيدا عن الاضرابات والاضطرابات والتدهور الامني وفي هذا السياق يرى رئيس الجمهورية أن قانون المصالحة الاقتصادية المطروح على الطاولة اليوم … هو المخرج لتونس..وهو طوق النجاة لكي نطوى الصفحة ونعالج المشاكل المعطلة للاستثمار الداخلي..ونشجع رؤوس الاموال التونسية على العودة الى العمل وتشغيل الناس..
وتطرق رئيس الجمهورية في حديثه عن خفايا قانون المصالحة الاقتصادية حيث قال أنه لم يستشر أحدا حين قرر طرح هذا القانون.. مضيفا أنه مصر على طي صفحة الماضي وخلق أجوا جديدة تسهم في خروج تونس في هذا النفق الذى تردت فيه خلال السنوات الأخيرة
وقد حذر الباجي قائد السبسي من أن الاشهر القادمة ستكون صعبة جدا اقتصاديا، وقد نصل الى ما لا يحمد عقباه اذا لم يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة وإقرار القوانين المحفزة للاستثمار..مؤكدا على أنه لا مجال اليوم الى ارتكاب أخطاء وهفوات السنوات الماضية حين تم توجيه قروض خارجية لخلاص أجور الموظفين.
وقال رئيس الجمهورية في ختام حديثه ان تونس تتعافى ولكن بشيء من البطء.. وأنها على الطريق السوي وأن الايام القادمة لا بد أن تكون أفضل..