نظمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « الألكسو »، اليوم الاربعاء بتونس، الدورة الأولى لمنتدى الألكسو للفكر التربوي تحت عنوان « مستقبل التربية العربية: الجامعة الذكية »، بمشاركة نخبة من الأكاديميين من جامعات تونسية وعدد من الجامعات العربية.
وقال الأستاذ الاستشفائي جامعي بكلية الطب بجامعة تونس المنار شكري حمودة، في افتتاح منتدى الالكسو للفكر التربوي، الذي ينتظم على مدى يومين، ان تونس قد نجحت في اعتماد الفكر التربوي الحديث من خلال بناء أسس الجامعة الذكية، إلا انه وبالرغم من هذا النجاح الا ان تونس في حاجة إلى تطوير مختلف مناهج التدريس خصوصا وان الاقتصاد الوطني يعتمد على الخدمات، التي تتطلب بدورها جملة من مهارات لتكون ذات جودة عالية، وفق رؤيته.
وأشار إلى ان وزارة التعليم العالي انطلقت في اعتماد الفكر التربوي الحديث منذ قرابة العشر سنوات، وتعمقت هذه التجربة اكثر مع ظهور جائحة كورونا حيث اصبح لدى الجامعات التونسية ما يعرف بالتعليم المندمج (حصص حضورية وحصص عن بعد)، مذكرا بأن الحصص عن بعد تعتمد على تبسيط المعلومة وتسهيل استعمال الطالب لها ليتمكن من اكتساب المهارات اللازمة.
وتعتمد الاتجاهات الحديثة في التربية على التعلم الالكتروني من خلال استخدام التكنولوجيا والانترنات لتعزيز التعليم وذلك عبر مقاربات بيداغوجية جديدة وتعليم تشاركي بالعمل في مجموعات لتنمية روح التعاون المشترك الى جانب التعلم والتطور المهني المستمر من خلال التشجيع على اكتساب المهارات والمعرفة مدى الحياة، وفق ذات المتحدث.
وبين حمودة ان أهم التحديات المطروحة أمام اعتماد الفكر التربوي الحديث، تتمثل في مقاومة التغيير من طرف بعض المؤسسات والتربية الموازية في العالم الافتراضي وتمويل التعليم والتعلم وتوفير الأدوات التكنولوجية للجميع فضلا عن تدريب المعلمين على المناهج والأساليب الحديثة وتقليص الفجوة بين الواقع والعالم الافتراضي.
ومن جهتها، قدمت مديرة معهد الدراسات العليا التجارية بقرطاج جهينة الشواشي رؤية المعهد للجامعة الذكية التي تتضمن خمسة محاور رئيسية وهي حرم جامعي يتمتع ببنية تحتية وتكنولوجيا حديثة وجامعة مرنة ومبتكرة تدعم الاكتشاف وتعزز الابتكار وتبني التعاون وجامعة تعزز تجربة الطلاب بخلق تجربة طلابية غنية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المبتكرة فضلا عن جامعة مستدامة تحقق الاستخدام الأمثل للموارد الطاقية وجامعة صحية ومريحة.
وابرز مدير إدارة التربية بمنظمة « الالكسو » رامي إسكندر ان هذا المنتدى يعد فرصة هامة لتسليط الضوء على بعض المعايير التي يجب اعتمادها في مجال الفكر التربوي الحديث على غرار وضع برامج حول توظيف التكنولوجيا في الجامعات وكيفية استعمال البطاقة الذكية للطلبة والتعليم الالكتروني والاختبارات الالكترونية وأنظمة إدارة التعلم.
وأشارالى ان منظمة الالكسو تسعى من خلال هذا المنتدى الذي سيتم تنظيمه لاحقا بعدد من الدول العربية الأخرى، الى الاستماع الى أفكار الخبراء وممثلي الدول المشاركة حول تطوير التعليم الذكي والتعرف على مختلف التحديات يكل بلد.
