طالبت الجمعية التونسية للوعاظ والمؤدبين والإطارات الدينية بفتح تحقيق اداري وقضائي للوقوف على التجاوزات الحاصلة في مواسم الحج سواء لهذه السنة أو السنوات الماضية معتبرة أن ما حل بالحجيج الميامين أثناء أداء مناسكهم انما هو في جانب كبير منه نتيجة تراكم منظومة عمل بدائية تعتمدها الوزارة في تعاطيها مع الشأن الديني عموما وفي مجال الحج خصوصا .
وذكرت الجمعية في بيان لها اليوم الجمعة بأن عملية ترسيم الاف المترشحين تتم يدويا في كراسات بدائية وفي مدة لا تتجاوز الشهر وأن الواعظ مطالب بترتيب المترشحين في قوائم تراعي السن والأقدمية مع تشتت جهد الواعظ بين تسجيل الحجيج ومتابعة عمله اليومي وهو عمل يستحيل القيام به في ظل الظروف الراهنة وبالوسائل البدائية التي يعمل بها الواعظ حاليا.
وعبرت الجمعية عن تقديرها لعمل الوعاظ ومعاناتهم في ترسيم الحجيج داعية اياهم الى التمسك بحقهم في ضرورة توفير منظومة اعلامية تعطي كل ذي حق حقه وتضمن الشفافية التامة والنزاهة المطلقة في فرز الحجيج حسب السن والاقدمية.
وتعتبر الجمعية أن انعدام الرؤيا الاستراتيجة الواضحة وغياب الهدف والوسائل المرجعية لعمل وزارة الشؤون الدينية وانعدام أى دليل للإجراءات يبين حقوق كل طرف وواجباته وصلاحياته ومجال تدخله ما احدث فراغا فكريا وتعبويا وبنيويا سرعان ما ملأته شتى التيارات من كل صوب وحدب وفي مقابل ذلك اهتمت الوزارة بمسائل هامشية وجانبية لا صلة لها بالتكوين العلمي للواعظ ولا بمجال اختصاصه.
ودعت الجمعية وزارة الشؤون الدينية الى ضرورة وضع خطاب ديني موحد يجمع ولا يفرق يبني ولا يهدم و يهم جميع مجالات تدخل الوزارة سواء كان في العمل اليومي في المساجد والزوايا والكتاتيب والدروس المختلفة أو في العمل الموسمي على غرار موسم الحج وموسم رمضان الكريم.
واعتبرت أن مثل هذا البرنامج يتجاوز حاليا الطاقات الفكرية الموجودة في الوزارة مما يفرض حسب تقديرهم احداث لجنة وطنية عليا تجمع أهل الاختصاص من كل الميادين لوضع برنامج وطني للشأن الديني يهدف الى صياغة مرجعية اسلامية تونسية وسطية معتدلة يلتقي حولها الجميع يشارك في وضعها أهل الاختصاص الشرعي
وذكرت الجمعية الوزارة وكل مكونات المجتمع المدني أن لها روية واضحة شاملة للنهوض بمستوى الخطاب الديني والقائمين عليه الى متطلبات المرحلة التاريخية الراهنة مبرزة أن الوزارة لم تعرها أذنا صاغية وقربت اليها من الجمعيات من لا يزعجها بأى أفكار أو برامج تفسد عليها سباتها .