اكثر من 160 الف مشاهد واكبوا سلسلة عروض الدورة 26 لايام قرطاج السينمائية فى مختلف قاعات السينما بالعاصمة وسط حضور أمنى مكثف خاصة بعد العملية الارهابية التى استهدفت عناصر الامن الرئاسى بشارع محمد الخامس واسفرت عن استشهاد 12 عنصرا.
هذا الحضور العريض لاحباء الفن السابع بتونس جعل ادارة المهرجان وفى حركة رمزية تمنح الجمهور التونسى تانيتا ذهبيا خاصا تقديرا منها لمساندته فعاليات هذه الدورة وتاكيده ان الشعب التونسى لا يهاب الارهاب وان الهجمات الارهابية تزيده اصرارا على التمسك بالحياة والاقبال على مباهجها.
كان ذلك خلال حفل اختتام الدورة 26 لايام قرطاج السينمائية بالمسرح البلدى بالعاصمة مساء امس السبت حفل حضره الى جانب اعداد عريضة من المولعين بالسينما ضيوف المهرجان من اعلاميين وفنانين من عدة بلدان مشاركة وثلة من السياسيين والديبلوماسيين.
وقد تم خلال الحفل توزيع جوائز المهرجان حيث احرز فيلم جوق العميان للمخرج المغربى محمد مفتكر على التانيت الذهبى للمسابقة الرسمية للافلام الطويلة .
واسندت جائزة التانيت الفضى للمسابقة ذاتها للفيلم الجنوب افريقى نهر بلا نهاية للمخرج أوليفيى هرمانيس وحاز فيلم على حلة عينى للمخرجة التونسية ليلى بوزيد التانيت البرونزى.
المخرجة التونسية الشابة ليلى بوزيد كان لها نصيب الاسد من جوائز هذه الدورة حيث تحصل فيلمها على جائزة لجنة التحكيم لقناة تى فى 5 موند مناصفة مع فيلم شباب ربطات العنق للمخرج سيبس شونغويسمت وذلك ضمن مسابقة جائزة الطاهر شريعة للعمل الاول .
كما احرز فيلم ليلى بوزيد على حلة عينى على جائزة الاتحاد العام التونسى للشغل لافضل تقنى ديكور وعلى جائزة فيبريسى أو الجائزة الدولية للنقاد السينمائيين.
وشهدت المسابقات الرسمية للدورة 26 لايام قرطاج السينمائية التى كانت انطلقت منذ يوم 21 نوفمبر تنافس 17 عملا روائيا طويل و13 فيلما قصيرا و16 عملا وثائقيا كما تم عرض 15 عملا أول و15 فيلما من انتاجات الطلبة و11 عملا فى اطار مشروع تكميل أى المساعدة على استكمال العمل.
والى جانب المسابقات الرسمية تابع جمهور الدورة 26 أكثر من 300 فيلم من 58 جنسية تم توزيع عروضها بين تونس الكبرى والجهات 12 مدينة .
هذه الدورة لم تكن عادية فقد عاشت خلالها شوارع العاصمة حالة استنفار كبيرة بعد الهجمة الارهابية التى استهدفت اعوان الامن الرئاسى يوم 24 نوفمبر رابع ايام الدورة واسفرت عن استشهاد 12 عنصرا وجرح اكثر من 20 اخرين.
هذه الهجمة لم تثن ادارة المهرجان عن مواصلة فعالياته ولم تحدث الرعب فى صفوف ضيوف الدورة من مختلف البلدان العربية والافريقية والاوروبية بل خرجوا فى نفس اليوم والتحموا بالجمهور التونسى فى تحد صارخ للارهابيين.
وتتالت اثر ذلك البيانات المنددة بالعملية الارهابية حيث أصدر السينمائيون والضيوف المشاركون فى الدورة 26 لايام قرطاج السينمائية من مخرجين ونقاد وكتاب وممثلين وفنيين وتقنيين واعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافى بيانا أعلنوا فيه ادانتهم واستنكارهم للعمل الارهابى الذى استهدف حافلة نقل لاعوان الامن الرئاسى قاصدين من وراء ذلك زعزعة أمن واستقرار البلاد وضرب منجزات الثورة الحرة التى قام بها الشعب التونسى .
وأعلن الممضون على البيان الذى جاء تحت عنوان بالفن والسينما تحيا الشعوب لا بالقتل والتفجير والارهاب تضامنهم مع أيام قرطاج السينمائية والسينمائيين والفنانين والكتاب والمثقفين والشعب التونسى فى وجه تلك العمليات الارهابية وتمسكهم بقيم الفن العظيمة والنبيلة .
وأكدوا أنهم مستمرون فى فعاليات المهرجان حضورا ومشاركة اصرارا منهم على اعلاء قيم الفن والسينما والحياة فى وجه الارهاب والموت .
الدورة 26 لايام قرطاج السينمائية كانت دورة التحدى بامتياز وفى انتظار الدورة القادمة سنة 2016 ستبقى فعاليات هذه الدورة راسخة فى ذهن كل من مواكبها.