شهدت الأندية الناشطة في بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم عدة تغييرات على رأس أجهزتها الفنية تراوحت بين الإقالة والاستقالة وذلك بعد مضي 4 جولات من انطلاق سباق الموسم الرياضي الجديد 2024-2025.

ومن بين 16 فريقا، ضربت رياح التغيير 5 أندية هي قوافل قفصة والنادي البنزرتي ونجم المتلوي واتحاد تطاوين التي أطاحت بداياتها المتعثرة بممرنيها في حين طرحت القطيعة بين الأولمبي الباجي ومدربه ناصيف البياوي أكثر من نقطة استفهام باعتبار الانطلاقة الرائعة لفريق عاصمة السكر في بطولة هذا الموسم بتحقيقه أربعة انتصارات متتالية وتصدره جدول الترتيب العام.

وحسب المدرب قيس الزواغي فإن هذه الظاهرة ليست بالجديدة على أجواء البطولة التونسية مشيرا في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء الى ان المدرب التونسي اضحى اليوم « كبش فداء » لتبرير أي اخفاق او تدهور لنتائج الفريق لاخماد غضب الجماهير واحتواء الحملات التي تقودها بعض المجموعات والصفحات المحسوبة على الفريق على شبكة التواصل الاجتماعي.

واوضح المدرب السابق لمستقبل قابس والنجم الساحلي والترجي الجرجيسي ونادي حمام الانف أنّ الاستغناء عن الممرن التونسي بعد مضي 3 أو 4 جولات ينمّ عن وجود خلل في الاختيارات منذ البداية داعيا المشرفين على ادارة الأندية إلى ضرورة تمكين الاطار الفني التونسي من فرصته كاملة وتوفير كافة ظروف النجاح لبلوغ الاهداف المرسومة منذ التعاقد معه.

وأبرز أنّ تواصل ظاهرة تغيير المدربين لها مضار كبيرة تمس من مصلحة النوادي لافتا النظر الى ان تذبذب النتائج ليست مسؤولية المدرب فحسب ولا يجب ان يتحملها بمفرده مبينا أن تأخر انطلاق التحضيرات ومحدودية الرصيد البشري من حيث الجودة والكم له دور كبير في تدني النتائج.

وخلص الى أنّ البطولة التونسية أضحت اليوم غير مشجعة بالمرة للممرن التونسي الذي يحتاج الى وقت للتأقلم مع الفريق وبيئة سليمة تحترم واقع الاحتراف حاثا القائمين على تسيير الجمعيات على حسن اختيار المدربين وفق طبيعة الأهداف المرسومة مع اعتماد مقاييس علمية لتقييم النتائج مشددا في نفس الوقت على ضرورة انتهاج استراتيجية ناجعة تكرّس الاستقرار والاستمرارية التي وصفها بالظاهرة الصحية ومفتاح النجاح على حد تعبيره.

وفي المقابل، بين سمير يعقوب رئيس النادي الرياضي البنزرتي أنّ انتقاء المدربين للإشراف على المقاليد الفنية لأندية بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم يعتمد فيها بشكل عام على أكثر من معيار ذاكرا منها بالخصوص الجانب المادي وتوفر المدربين على الساحة المحلية وتفرغهم اضافة للسيرة الذاتية للمدرب وانجازاته.

وأشار الى أنّ صيغة العقود التي تبرم مع المدربين ترتكز غالبيتها على عدد المواسم الرياضية مع التنصيص على الأهداف مبرزا أنّ النادي الرياضي البنزرتي وضع من بين أهدافه الرئيسية الحصول على المراتب الست الأولى وبلوغ الدور النهائي لكأس تونس للمرة الثانية على التوالي.

وكشف أنّ استمرارية العلاقة التعاقدية التي تجمع بين الجمعيات الرياضية والمدربين تبقى رهينة النتائج المحققة والعلاقة القائمة مع اللاعبين مؤكدا في هذا الخصوص أنّ الهيئة المديرة للنادي الرياضي البنزرتي كانت تأمل في مواصلة التجربة مع المدرب السابق للفريق عماد بن يونس لكن البداية المتعثرة بعد الخسارة في الجولتين الأوليين أدت إلى فك الارتباط معه بالتراضي قبل توجهه لاحقا نحو تدريب نجم المتلوي.

ولاحظ أنّه اذا ما تمت معاينة أي بوادر لغياب التفاهم والانسجام بين المدرب واللاعبين فمن البديهي أن يكون هناك تدخل حاسم من رئيس النادي والهيئة المديرة حرصا على المصلحة العامة للفريق.

وباستفساره حول الفرق في التعامل مع المدربين الأجانب والتريث في اخذ قرارات الاقالة مقارنة بالمدربين التونسيين، أفاد سمير يعقوب أنّ ذلك يعود أساسا الى اعتبارات مادية قائلا في هذا الصدد انّ كلفة التعاقد الباهظة مع الفني الأجنبي هي التي تفرض على رؤساء الجمعيات التعامل معه بطريقة أكثر خصوصية.

وأضاف أنّ أكثر ما قد يؤرق الجمعيات في خصوص المدرب الأجنبي هو التجاءه الى المحكمة الرياضية الدولية اذا ما حدث أي خلاف الأمر الذي سيكون له تبعات مكلفة ماديا على كاهل الجمعيات وقد يصل الأمر الى المنع من الانتداب وفق قوله.

وفي ما يلي قائمة المدربين الذين تمت اقالتهم بعد مرور اربع جولات في بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم :قوافل قفصة: سفيان الحيدوسي وسمير الجويليالنادي الرياضي البنزرتي: عماد بن يونسنجم المتلوي: منذر مخلوفاتحاد تطاوين: حكيم الزحافيالأولمبي الباجي: ناصيف البياوي