تشارك السينما التونسية في المسابقة الرسمية للدورة 19 لمهرجان السينما المتوسطية ببروكسيل التي ستقام من 29 نوفمبر الجاري إلى 7 ديسمبر بثلاثة أفلام هي « بيك نعيش » لمهدي البرصاوي و »نورة تحلم » لهند بوجمعة المتحصل على التانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية 2019 وفيلم « أريكة في تونس » لمنال العبيدي.
ويتنافس فيلم « بيك نعيش » (96دق) على جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي تضم 8 أعمال سينمائية متوسطية. ويعد نص هذا الشريط الطويل من بين أهم النصوص القوية والمؤثرة والجريئة حيث تحدث المخرج التونسي عن مأساة عائلية وقعت في تونس قبيل جانفي 2011 في فترة سياسية واجتماعية حساسة بهدف الحديث عن الفساد الذي كان متفشيا في ذلك الوقت. وكان الممثل الرئيسي في هذا الفيلم سامي بو عجيلة تحصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي 2019. وسيتسابق هذا الفيلم من أجل الظفر بالجائزة الكبرى التي تمنحها لجنة التحكيم، والبالغ قيمتها خمسة آلاف يورو، وهو دعم يأتي ببادرة من رئيس وزراء منطقة بروكسيل المكلف بالثقافة « رودي فرفورت » لمساعدة المخرجين على توزيع أفلامهم والترويج لها.
كما سيتم عرض 6 أفلام قصيرة روائية جديدة في إطار المسابقة الرسمية من عدة بلدان على غرار بلجيكا ولبنان وألبانيا وتونس واليونان. وتشارك تونس في هذه المسابقة بفيلم « إخوان » للمخرجة مريم جوبار. وتم عرض هذا الشريط القصير في المهرجان الدولي للسينما بتورنتو سنة 2018 .
وفي قسم « بانوراما » المكمل لأقسام المسابقة تم اختيار فيلم « نورة تحلم » للمخرجة هندة بو جمعة ليكون من ضمن 15 فيلما في هذا القسم. كما سيقع عرض فيلم « أريكة في تونس » لمنال العبيدي، في حفل اختتام المهرجان وهو فيلم كوميدي يسلط الضوء على المجتمع التونسي بعد الثورة عبر مجموعة من الشخصيات المؤثرة وكان هذا الفيلم عرض في الدورة 79 لمهرجان فينيسيا.
ويجدر التذكير بان مهرجان السينما المتوسطية ببروكسال هو تظاهرة تهدف بالأساس إلى اكتشاف سينما غير معروفة ببروكسال والتعريف بأفلام تعرض لأول مرة للجمهور هناك.
وحرص منظمو هذه التظاهرة التي تحتفي بمرور الذكرى 30 على تأسيسها، على تثمين أعمال سينمائية لمخرجات وذلك ببرمجة عروض لما لا يقل عن 60 إنتاجا جديدا من مختلف بلدان حوض الأبيض المتوسط منها أفلام تروي قصصا وحكايات تعكس الثراء والتنوع الذي يميز بلدان المتوسط.
وتتمحور جل الأعمال المبرمجة هذا العام حول موضوع الحريات بما فيها حرية التفكير والتعبير والحب والتنفس والحياة عموما بمختلف تجلياتها. فبعض الأعمال تحكي قصص أشخاص يناضلون للهرب من واقعهم المرير، بهدف الحصول على حقوقهم ووضع حد للانتهاكات التي يتعرضون لها. كما تقدم بعض الأعمال السينمائية قضايا الحرية في أشكال أخرى منها معاناة الأمهات العازبات للحصول على حقوقهن وحقوق أبنائهن وهو ما يطرحه الفيلم المغربي « آدم » مثلا وغيرها من النضالات من أجل الحرية بأشكال مغايرة مثلما يطرحه الفيلمان التونسيان « بيك نعيش » و »أريكة في تونس ».