تحدّث الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، على هامش افتتاح أعمال الجامعة النقابية لقسم الشباب العامل والمرأة والجمعيات يوم أمس الأربعاء بالحمامات، عن الوضع العام بالبلاد وتطرّق إلى جملة الاستحقاقات الاجتماعية في علاقة بغلاء الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية ومطالب الطبقة العاملة والإعداد للمفاوضات الاجتماعية للقطاع العام والقطاع الخاص.
وشدد الطبوبي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، على أن الحوار الاجتماعي رغم تعطّله سوى في بعض المسائل، يعتبر علامة فارقة في نضج وتقدم المجتمعات والشعوب وليس جديدا على تونس التي لها 54 اتفاقية مشتركة.
وأكّد ضرورة اعتماد منهج تشاركي في إطار من الشفافية والوضوح، في مراجعة مجلة الشغل والمحافظة على القطاع العام الذي يستوجب إصلاحا وإعادة هيكلة اقتصادية واجتماعية في كنف الحوار مع الهياكل وممثلي العمال، وكذلك بالنسبة لمراجعة الدعم وتوجيهه لمستحقيه، مثّمنا في هذا السياق قرار التخلي عن المناولة في القطاع الخاص والمحافظة على القطاع العام.
من جهة أخرى بيّن الأمين العام للمنظمة الشغيلة أن الخلافات داخل الاتحاد ظاهرة صحية وأنه « من الطبيعي أن يعيش الاتحاد ديناميكية جديدة بعد عدة سنوات ويخطئ من يراهن على تآكله من الداخل ».
وأوضح، بخصوص الوضع الداخلي للاتحاد قائلا » لا يوجد محرّمات داخل الاتحاد والاختلافات هي ظاهرة صحية خاصة أننا نلتقي على قاعدة الاختلاف في الرأي والمنظمة مرت بعديد الأزمات سنوات 1965 و1978 و 1985 وهذه الأزمات تتشابه »، مُقدّرا أن هذه « الديناميكية داخل الاتحاد » فيها الكثير من الإيجابيات حيث أنها تفسح المجال للتعبير عن مختلف الرؤى بخصوص تطوير الأداء النقابي وتجويده وسبل تجاوز الهينات والمعوّقات.
وتابع قائلا » لكلّ من يراهنون على حصول شرخ داخل الاتحاد، يخطئ حساباته من يعتقد أن الاتحاد سيتآكل من الداخل، هو بخير ماضيا وحاضرا ومستقبلا وسيكون أقوى وأكثر وحدة وتلاحما وتضامنا بقواعده من أي وقت مضى »، مؤكّدا أنّه » من الطبيعي أن تعيش المنظمّة ديناميكية جديدة بعد عدة سنوات وأن أبناءه لن يكونوا إلّا متضامنين فيما بينهم وسيصلون إلى مخرجات داخلية ضمن أطر المنظمة الشغيلة ومؤسساتها وطبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد ».
وأكّد أن استقلالية القرار داخل الاتحاد مسألة جوهرية وأن مختلف أزماته وصراعته أو اشكاليته سواء مع السلطة أو مع الأطراف السياسية هي بالأساس معركة استقلالية واليوم يدفع فاتورتها.