وفيلم « كورينتي » وهو انتاج سنة 2021 بمدة لا تتجاوز 23 دقيقة يعد باكورة اعمال المخرج التونسي عزيز الشناوي الذي تولى ايضا كتابة السيناريو ،حيث قام بتصويره في ثلاثة ايام فقط اثناء فترة الحجر الصحي وحظر التجول في تونس، وهو من بطولة مهدي شتيلة ،وعزة سليمان ،ومحمد الداهش، واميمة المحرزي.
تحصل فيلم « كورينتي » لدى عرضه بعدد من المهرجانات الدولية على العديد من الجوائز ،من ذلك جائزة افضل مخرج ناشئ بمهرجانات طوكيو باليابان وروما بايطاليا و »كانيفال » بسنغافورة ولندن بالممكلة المتحدة وميونيخ بالمانيا للفيلم القصير ،الى جانب حصوله على تنويه خاص للجنة تحكيم مهرجان الفيلم القصير بلوس انجلس وجائزة تشجيعية بمهرجان هوليوود السينمائي بالولايات المتحدة الامريكية.
وفيلم « كورينتي » يعالج مسائل الادمان على المواد المخدرة والازمات النفسية التي يمكن ان يعيشها الانسان في فترات حياتية معينة ومنها خاصة حالات الاكتئاب ،وانعدام الثقة بالنفس، والعواقب الوخيمة الناجمة عن سوء الاختيار في الحياة ،من خلال قصة مؤثرة لشاب مدمن على المخدرات يقتل صديقته دون قصد منه، ويدخل جراء فعلته في دوامة مظلمة من الاحساس بالذنب وعذاب الضمير.
وقد قام عزيز الشناوي في فيلم « كورينتي » بتقديم وجهة نظر فنية وغير تقليدية لمخاطر الادمان وحالات الاكتئاب التي قد تصيب الانسان جراء الازمات العاطفية وسوء التقدير للاشياء، من خلال عمل سينمائي اعتمد فيه بالاساس على الانارة والاضواء التي كانت بامضاء مدير التصوير احمد ثامر ،وعلى حركة الكاميرا التي كشفت عن ادق التفاصيل الحياتية لبطل الفيلم والاعتمالات النفسية التي تعتريه جراء حالة الوهن والضياع والاحساس بالذنب التي تكتنفه بعد وفاة حبيبته بشكل مأساوي.
وظف المخرج عزيز الشناوي قدراته الفنية والابداعية ومعارفه في مجال السينما لانتاج عمل بمستوى انتظارات النقاد والجمهور ،لاسيما لدى عرضه بالعديد من بلدان العالم وهو الذي درس السينما في جامعات دولية مختصة في مجال السينما بكندا وبلجيكا ،وذلك بعد دراسة السينما لمدة ثلاث سنوات وتربصات في المسرح بفضاء التياترو في تونس .
وفيلم « كورينتي » الذي واجه صعوبات مالية لدى انتاجه واخرى مرتبطة برخصة التصوير التي لم يتحصل عليها الا حديثا في تونس بعد تسوية ادارية صعبة ،تم اختياره الى جانب 59 فيلما قصيرا من ضمن 1500 فيلما مترشحا لمسابقة الافلام العربية بمهرجان الاسكندرية للفيلم القصير في دورته الثامنة .
ويذكر ان الجائزة الذهبية لمسابقات الفيلم الروائي الدولي والفيلم الوثائقي وفيلم الرسوم المتحركة لمهرجان الاسكندرية للفيلم القصير آلت للفيلم الروائي الروسي « كوكو » للمخرجة سفيتلانا بيلوروسوفا والفيلم الوثائقي « سهرة مع ليلى » للمخرجة الكويتية هيا الغانم وفيلم الرسوم المتحركة « سويب » للمخرج الباكستاني عرفات مظهر .