إحتفاء بالذكرى 14 لإندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية، انتظم، اليوم الثلاثاء، بمقر ولاية القصرين، موكب احتفالي رسمي أشرف عليه والي الجهة زياد الطرابلسي، وحضرته ثلة من الإطارات الجهوية والمحلية، وممثلو فروع المنظمات الوطنية، وعدد من عائلات الشهداء، وأثثت فعاليته تشكيلة أمنية وعسكرية مع الأسلاك النظامية من ديوانة وحماية مدنية وسجون.
واسْتُهل الموكب برفع العلم الوطني المفدى على أنغام النشيد الرسمي وتم اثره الترحم على أرواح الشهداء الأبرار.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، بيّن الوالي أن ذكرى ثورة الحرية والكرامة، التي قدّم فيها شباب تونس عامة وشباب جهة القصرين على وجه الخصوص، أغلى التضحيات من أجل الإنعتاق والحرية، تخلد محطة من المحطات المضيئة في تاريخ تونس.
وقال » إن عيد الثورة ليس للذكرى فقط بل للإعتبار أيضا، لتبقى الذكرى قوّة دفع تحثّ على مواصلة العمل والمثابرة على درب تحقيق الأهداف الوطنية والإستجابة لإرادة الشعب في اعلاء قيم العدل والحرية والمساواة، وترسيخ العدالة الاجتماعية، وإرساء دولة القانون والحقوق والحريات، وتجسيم استحقاقات التنمية العادلة والمتوازنة في كافة المجالات، وفتح أبواب الأمل في المستقبل المشرق لكل التونسيين ».
ومن جهته، أوضح رئيس الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين، شكري الشخاري، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن ذكرى الثورة التونسية ليست ذكرى بداية الذكرى بل يجب أن تكون ذكرى للتأسيس والبناء وتحقيق إرادة الشعب في مختلف ربوع تونس وخاصة في ولاية القصرين التي دفعت الثمن باهضا لإنجاح الثورة.
وأكّد أنه على التونسيين أن يعلموا جيدا أن أهداف الثورة تتحقق بالتمسك بمفهوم المواطنة وبمفهوم التأسيس والبناء وبالعمل والمثابرة والتمسك بتطبيق القانون لا بالإحتفال مع الوعي بأن وطننا عزيز وثمين.
ومثّلت الذكرى فرصة وجه خلالها رئيس الفرع الجهوي للمحامين دعوته إلى أبناء ولاية القصرين من أجل الإلتفاف حول مشروعهم الوطني وللعمل جاهدين من أجل بناء جهتهم التي قال « إنها ظلت على حالها طوال عهود طويلة من الزمن، منذ عهد الباي إلى اليوم ».
وبدوره، كشف رئيس الإتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالقصرين، مختار العلاقي، في تصريح لوكالة « وات »، أن شباب القصرين ضحى بحياته من أجل تغيير واقعه وواقع منطقته، واليوم وبعد مرور 14 عاما من ثورة الحرية والكرامة ورغم بعض التغييرات إلأّا أنّه لا يزال الكثير والكثير، مشيرا في ذات الصدّد الى أن ولاية القصرين تتوفر على العديد من الإمكانيات والموارد الطبيعية القادرة على احداث نقلة نوعية لتغيير واقعها.
وفي تصريحات متطابقة لصحفية وكالة » وات »، جدّد عدد من أهالي شهداء ثورة الحرية والكرامة بالجهة مطالبتهم بردّ الاعتبار لهم ولأبنائهم وإيلاء أمهات وآباء الشهداء العناية اللازمة، وتمكينهم من حقهم في مسكن لائق وفي جراية قارة تحفظ كرامتهم في ظل ظروفهم الحالية القاسية، وفق تأكيدهم.
وفي هذا الصدد، ذكرت والدة الشهيد محمد الخضراوي، زهرة ماجري، أنه في كل ذكرى للثورة التونسية تتجدّد أحزانهم وتتفح جراحهم لأنهم لم يجنوا شيئا من الثورة بل زاد وضعهم سوءا على سوء وحزنهم على حزن، وفق قولها.
وشدّدت ماجري على ضرورة ايفاء الدولة بما وعدت به عائلات الشهداء من تعويضات ورخص وتحسين مساكن.
جدير بالذكر أن قائمة شهداء الثورة بولاية القصرين تضم 20 شهيدا موزعين بين 6 شهداء بمعتممدية تالة و14 شهيدا بمدينة القصرين.