مثلت المخاطر التي يفرزها الارهاب وسبل محاربة هذه الظاهرة ومرجعياتها أبرز محاور الندوة التي التأمت اليوم الخميس بتونس العاصمة حول المقاومة والإرهاب .
وأكد الامين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي ان الارهاب لا يمس تونس فقط بل هو ظاهرة ممتدة وعابرة للحدود مبرزا ضرورة ارساء استراتيجية وطنية شاملة لمقاومة هذه الظاهرة التي تستهدف الدولة والنسيج المجتمعي ككل.
ولاحظ ان المعالجة المباشرة للإرهاب تظل امنية وعسكرية بالأساس داعيا الحكومة التونسية الى توفير كل متطلبات المعركة من تجهيزات وتدريب وإمكانات لوجستية لقوات الامن والجيش الوطنيين.
وأبرز ضرورة ان تتضمن الاستراتيجية الوطنية الشاملة لمقاومة الارهاب مقاربة تربوية وتنموية لاجتثاث الفكر التكفيري المتطرف وتجذير ثقافة التسامح والتعايش والإسلام الوسطي المعتدل ونبذ العنف.
من ناحيته اعتبر كاظم الموسوى الخبير الاستراتيجي العراقي ان الارهاب قد تغلغل في المنطقة العربية بسبب التخطيط الاستعمارى الامبريالي وسلط الضوء على التجربة العربية في مجال مكافحة الارهاب وشدد على قيمة النضال الثقافي والحضارى والديني لمكافحة الارهاب في ظل مغالطة الرأى العام وعلى ضرورة مزيد التعريف بقيم الدين الاسلامي الحنيف القائمة على التسامح والسلم بعيدا عن العنف والتكفير ورفض الاخر.
أما حسن عبد الله عضو المجلس السياسي والمسؤول عن العلاقات الفلسطينية بحزب الله فقد سلط الضوء على المفهوم التاريخي والإيديولوجي للمقاومة التي قال انها تنتصب سدا منيعا ضد تغلغل الارهاب وضد تحقيق العدو الصهيوني والامبريالي لأهدافه ومطامعه .
وعبر عن رفضه القطعي نعت المقاومة بالتنظيم الارهابي باعتبارها تمثل لدى الشعوب العربية الرافعة الحقيقية للنهضة العربية حسب تعبيره من خلال مواجهة المشروع الامريكي الصهيوني الرامي الى السيطرة على البلاد العربية والنضال من اجل تحرير الوطن العربي.
وتطرق صلاح صلاح رئيس لجنة اللاجئين في المجلس الوطني الفلسطيني الى العوامل التي ساهمت في صناعة الارهاب وخاصة منها الانظمة القمعية والكليانية التي تغذى مناخ التطرف وتساعد على تشكل الارهاب وفق تقديره.
وأكد ان القوى الامبريالية التي ترفض التغيير نحو الافضل في البلاد العربية تسعى الى تنفيذ خططها الاستعمارية عن طريق زرع القوى الارهابية المحلية مثل داعش و جبهة النصرة داخل الوطن العربي.
يذكر ان مدينة الحمامات احتضنت يومي 19 و20 أفريل الجارى أشغال الدورة 27 للمؤتمر القومي العربي بمشاركة أكثر من 150 شخصية سياسية ونقابية اضافة الى مفكرين من مختلف الاقطار العربية.
وتناولت الدورة عدة قضايا متعلقة باللغة العربية والوحدة والمقاومة والاستقلال القومي والعربي اضافة الى القضية الفلسطينية التي كانت عنوانا لهذا المؤتمر.