مثلت مجموعة من المحاور المرتبطة بحضور الواحة والصحراء في الأدب العربي ورموزهما أبرز اهتمامات الملتقى العربي الأول لأدب الواحة والصحراء الذي تحتضنه توزر من 1 الى 3 مارس الجاري وتنظمه الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر وباشراف وزارة الشؤون الثقافية ومساهمة المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتونس.
ومن أبرز المحاور التي تناولها المشاركون من أساتذة جامعيين وباحثين فضاء الواحة أو الصحراء وفضاء النص ورمزية الواحة والصحراء في الشعر التونسي والرواية من خلال نماذج محددة والحركة الرومانسية وفضاء الصحراء الواحة تواصل أم قطيعة؟ كما يهتم الملتقى بالفضاء أي الواحة والصحراء بين الواقعي والعجائبي في تجربة البشير خريف وإبراهيم الكوني وكذلك انتاج المعنى والصورة الشعرية والمشهد الروائي والقصصي من خلال « تيمتي » الواحة والصحراء.
وافتتح الملتقى بتكريم الدكتور شكري المبخوت عن مجمل الجوائز العربية والدولية التي نالها عن روايته « الطلياني » إضافة الى تكريم الدكتورة سعدية بن سالم والكاتب الجريدي الشاذلي الساكر صاحب مجموعة من الكتب في الفلسفة والأدب والتاريخ.
كما انتظم لقاء حواري حول أدب الواحة والصحراء بمشاركة ضيوف الملتقى قدمت فيه ورقة تمهيدية بعنوان « بلاد الجريد: الانسان والمكان » فضلا عن معارض فنية لمنتجات النخلة من حرف يدوية وتثمين وتحويل بقايا التمور ومخلفات النخلة.
وقال الدكتور شكري المبخوت في تصريح لوات بمناسبة تكريمه إنه قبل بهذا التكريم لرد الجميل لجهة أنجبت اثنين من أهم أعلام الأدب والشعر وهما أبو القاسم الشابي بثورته اللغوية وثورته على الخيال باعتباره فتح بابا واسعا للكتابة والحلم والتمرد وكذلك البشير خريف أب الرواية التونسية برواياته الواقعية وأساسا الدقلة في عراجينها.
وبينت المداخلات المقدمة أن حضور عالم الواحة والصحراء بأدق تفاصيله تجلى وبشكل لافت في روايات عربية منها الدقلة في عراجينها للبشير خريف وروايات إبراهيم الكوني وعبد الرحمان منيف ومحمد الباردي وتحضر الصحراء في أقصوصات الطيب صالح منها « دومة ود حامد » واتخذت النخلة رمزا للصمود في أقصوصة إبراهيم الدرغوثي « النخل يموت واقفا ».
وتحضر الطبيعة بقوة في هذه الأعمال الأدبية لتجسد عالما مليئا بالتخيل تتعدد أساليبه ودلالاته ويتقاطع عمل الناقد في دراسة عالم الواحة والصحراء بعلوم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس لتقدم دراسات أدبية تتعدد فيها مناهج البحث ومواضيعه.
وينتظر وفق مدير الملتقى في دورته الأولى محمود الأحمدي أن تحافظ هذه التظاهرة الثقافية المتخصصة على حضورها في المشهد الثقافي لولاية توزر وأن تبقى وفية لموضوع الواحة والصحراء على أن يتم تناول حضورها في أشكال فنية أخرى كالسينما والمسرح والموسيقى.