اختتم اليوم منصف بوكثير وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية فعاليات الاحتفال بالدورة 33 لشهر التراث وذلك بالمتحف الأثري والاتنوغرافي بالمكنين بولاية المنستير.
وأكد الوزير في كلمة له بقاعة التاريخ القديم بمتحف المكنين على ضرورة تثمين الموروث الثقافي الوطني الثري والمتنوع بمختلف أصنافه، واستثماره، ليصبح مكوّنا أساسيا في الدورة الاقتصادية وحلا من الحلول الممكنة لمعاضدة التنمية في العديد من الجهات.
وبيّن ضرورة تطوير الإطار القانوني المتعلق بالتراث الوطني بما يضمن حماية التراث وتثمينه وترويجه ليكون محركا من محركات التنمية ورافدا من روافد الاقتصاد فضلا عن مساهمته في خلق فرص العمل خاصة للشباب باعتباره قطاعا هاما في التنمية، قادرا على خلق الثروة، ورفع نسبة التشغيلية.
وأبرز الوزير ضرورة سن قوانين وتشريعات في سبيل استغلال التراث الثقافي وتنظيم المتاحف، وتدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتذليل الصعوبات المتعلقة بها وتحقيق مردودية أفضل لها وإيجاد الآليات اللازمة لدعم مبادرات الاستثمار، وتحفيز المستثمرين الخواص والباعثين الشبان للاستثمار في قطاع التراث على غرار مشاريع الحرف والصناعات التقليدية والمنتجات الثقافية. وأكد أنّ الرؤية المتجددة باعتماد التطور التكنولوجي والرقمنة خاصة في إنتاج البيانات الضخمة وسرعة معالجتها وسهولة نشرها يسمح بتحقيق مقاربة جديدة لتثمين التراث وترويجه وجعله صناعة رقمية وهو الحل الأمثل لتوظيف التراث بمختلف عناصره وبعث المشاريع الثقافية الرقمية.
وبيّن الوزير أنّ تنظيم الاحتفالات الخاصة بشهر التراث التي تواصلت شهرا بكامل ربوع البلاد، هو خطوة نحو جلب أنظار العالم إليه وتطوير الترويج له والمساهمة في إشعاع تونس دوليا، مشيرا إلى أن مختلف الأنشطة الثقافية كانت متنوعة وهادفة وأبرزت ثراء التراث الوطني وعراقته. كما كانت متناغمة مع شعار الدورة الحالية « تراث … رؤية تتطور..تشريعات تواكب ». وأشار لما تميزت به من سعي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية والدولية لمزيد تحسين مردودية قطاع التراث بين مختلف القطاعات ليصبح واعدا وحيويا خالقا للثروة.
وتعد العناية بالتراث من المسائل الجوهرية الجديرة بالاهتمام والمتابعة بالنسبة إلى وزارة الشؤون الثقافية كي يكون الجهد المتواصل على مدار السنة لتثمين التراث المادي وغير المادي وإحيائه تأصيلا، وإحياء لذاكرتنا الجماعية وتمركزنا الحضاري ولإدراجه في الدورة الاقتصادية وتنمية البلاد حسب ما أكده الوزير في كلمته. وشدد بوكثير على أنّ التراث مسؤولية الجميع وهو إرث غني لابّد من المحافظة عليه للأجيال القادمة، مؤكدا على وجوب حفظ الذاكرة.
ويتزامن اختتام شهر التراث مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، وقد احتضن فعاليات الاختتام المتحف الأثري والاتنوغرافي بالمكنين الذي يشهد على عراقة مدينة المكنين ومختلف الحضارات المتعاقبة في البلاد التونسية.
ودشن الوزير اليوم الفضاء الرقمي بمتحف المكنين واطلع على مختلف أجنحته. كما زار قبل ذلك الصالون الوطني لنوادي التراث بدور الثقافة والمركبات الثقافية من مختلف ولايات الجمهورية، ومعارض للفنون التشكيلية وورشات حيّة في الفنون والحرف التقليدية لحرفيين من الجهة في اختصاصات الفخار والحلي والملابس المطرزة التي تختص بها المكنين مع وصلات موسيقية إلى جانب عرض لعوامرية المكنين بقيادة الفنان خالد بن حميدة وماجورات قصر هلال والدمى العملاقة التي توشحت باللباس التونسي الأصيل.