واكب عشاق الفن الرابع أمس بالمركب الثقافي بالمنستير العرض الأوّل لمسرحية » المسافة صفر » عن نص وإخراج علي بنور وإنتاج قرية اللّغات بالمهدية وجمعية الإبداع الثقافي وأداء الطلبة.
وتندرج هذه المسرحية في إطار الحراك الطلابي العالمي ضد الصهيونية والغطرسة والتضامن مع القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني المشروع حسب سامي التباب.
وأوضح شكري التليلي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير أنّ الشعب الفلسطيني يتعرض إلى إبادة جماعية وهذه المسرحية هي للتضامن معه لأنّ الفن وسيلة من وسائل المقاومة إلى جانب المقاومة بالسلاح مثمنا مبادرة المسرحي علي بنور لإخراجه هذه المسرحية.
وأبرز من جهته الهادي بلحاج صالح رئيس جامعة المنستير في كلمة توجه بها إلى الجمهور قبل العرض أهمية الالتزام بالثقافة التي تقف ضدّ الاحتلال والعنصرية والإبادة الجماعية والجرائم والإنسانية وتكون ثقافة مساندة للحرية ومقاومة للاستعمار مثمنا الجهود التي بذلها المسرحي علي بنور مع طلبة المعهد العالي للإنسانيات بالمهدية وقرية اللغات بالمهدية في إنتاج عرض مسرحي احترافي.
و »المسافة صفر » حسب المخرج المسرحي سفيان شبيل عرض ممتاز لطلبة المهدية وكان فرصة لاكتشاف قدرات طلابية هامّة إذ ليس من السهل التعامل مع الطالب مبينا أنّه قبل أن يكون عرضا مسرحيا فهو « مشروع فكري من أجل تأسيس الوعي الطلابي بقضاياهم الوطنية والعالمية وخاصة القضية الفلسطينية القضية الأم بالنسبة إلينا كعرب ولابّد أن تظل حيّة في قلوبنا وفي ضميرنا ».
وأضاف سفيان شبيل أنّ الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة والتقدم بالمجتمعات يتطلب « الكثير من الوعي للدفاع عن قضايانا المحلية أو العربية كي لا نكون مجرد متفرجين بل فاعلين ومفكرين ليمكننا التغيير من ذواتنا ».
واستعمل المخرج علي بنور في « المسافة صفر » المسرح الساخر « كوميديا دال ارتي » وفن المهرج فالسخرية في هذه المسرحية هي « كوميديا سوداء » للتعبير عن قمة المأساة.
وجاءت في الواقع فكرة إعداد هذا العرض المسرحي على إثر كتابة المسرحي علي بنور لقصيد بعد 7 أكتوبر 2023 وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة ليولد بعدها نص هذه المسرحية.
وعشق المسرحي علي بنور الاشتغال مع الهواة واكتشاف المواهب جعله يرحب بالعمل مع طلبة المعهد العالي للإنسانيات بالمهدية وقرية اللّغات فبدأت التجربة بتأطير خمسين طالب وطالبة ثم اختيار من بينهم تقريبا عشرة طلبة شاركوا في أداء الشخصيات في « المسافة صفر » التي تواصل العمل عليها قرابة أربعة أشهر.
واختار علي بنور الطلبة الذين لديهم نسبة وعي كبيرة بالقضية الفلسطينية ثم ضبط مدونة سلوك معهم للاشتغال مع من كانوا الأكثر انضباطا نظرا لأنّ توقيت التدريب على المسرحية كان متزامنا مع امتحانات الطلبة وإعداد دراسات ختم الدروس.
واشتغل علي بنور في هذا العمل المسرحي على فكرة « خيانة الدول العربية وخذلانها للمقاومة الفلسطينية التي لولاها لما كانت الإبادة في غزة » حسب تقديره.
وأضاف علي بنور في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء بعد العرض أنّه أراد مع الطلبة عبر هذا العمل المسرحي الإصداع بموقفهم وموقف تونس المساند للقضية الفلسطينية وتجريمهم للتطبيع.
ونهل علي بنور من تجربته في المسرح والسينما لإخراج هذه « المسرحية التي ككل مسرحية هي تجربة إبداعية » باستعمال تقنيات الكوميديا « دال ارتيه » وفن المهرج و »البوفون » والمسرح الواقعي من ذلك أنّه جسد من الواقع مشهد إلقاء مساعدات أمريكية بدون مظلات ما أدي إلى وفاة 80 طفل فلسطيني. وختم قائلا « نحن أكثر شعب ثابت في موقفه من القضية الفلسطينية ».
