انطلقت، اليوم الاثنين، بمعهد التكوين المستمر لأعوان الصحة بالمنستير، دورة تكوينية في التغذية وأمراض التغذية تتواصل إلى غاية 2 جوان 2025 لفائدة الإطارات الطبية وشبه الطبية وأعوان الصحة في الخط الأوّل، وذلك ببادرة من الإدارة الجهوية للصحة بالمنستير والمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير.
وأوضح المدير الجهوي للصحة بالمنستير، محمّد رويس، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّ تغير نمط الحياة والسلوكيات الغذائية، وقلّة ممارسة الرياضة، واستعمال السيارات، انعكس على صحة الفرد، من ذلك ظهور السمنة ومرض السكرى لدى الأطفال والشباب، حيث نجد شخصا على خمسة مصابا سواء بالسكري أو بارتفاع ضغط الدم، حسب دراسات أجريت في المؤسسات التربوية والجامعية.
وأضاف أنّ التغذية عنصر مهم في حياة الإنسان، ولابّد لكلّ شخص من تبني سلوكيات غذائية متوازنة للمحافظة على صحة سليمة، باعتبار أنّ الصحة قائمة على الوقاية ثم على العلاج، ففي حال أصيب شخص على سبيل المثال بالسكري فلابّد له من تغذية ملائمة لتفادي حدوث مضاعفات فالسكري قد يؤدي إلى ظهر أمراض أخرى خطيرة منها القصور الكلوي.
وتندرج هذه الدورة التكوينية ضمن إستراتيجية التكوين للإدارة الجهوية للصحة، وفي إطار الإستراتيجية الوطنية في القطاع الصحي، والبرنامج الوطني لمقاومة الأمراض السارية والذي تتم في إطاره مقاومة الإفراط في استهلاك السكر والملح والفرينة لانعكاساتها سلبية على صحة الانسان في حال عدم ترشيد استهلاكها بطريقة صحيحة، حسب المدير الجهوي للصحة.
من جهتها، أوضحت الأستاذة الإستشفائية الجامعية بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير، أم كلثوم سلام، أنّ جميع الأمراض فيها جانب من العلاج بالتغذية، ففي حال كان من الممكن السيطرة على المرض بالقواعد السليمة للتغذية يمكن الاكتفاء بذلك، ولكن يمكن وحسب درجة تعقيدات المرض اللجوء إلى إضافة العلاج بالدواء.
وقالت إنّ استعمال الدواء وحده قد لا يؤدي إلى النتائج المأمولة في حال لم تكن هناك قواعد غذائية سليمة يلتزم بها المريض والتي يتوجّب على الطبيب تحسيسه بضرورة الالتزام بها، مشيرة إلى أنّ علاج السمنة قد يقتصر على النظام الغذائي السليم وممارسة الرياضة دون الحاجة إلى الأدوية أو الجراحة.
وأكّدت أن هذه الدورة التكوينية ترمي إلى لتوحيد لغة التخاطب بين الطبيب والتقني السامي في التغذية والمريض حتى يتسنّى إقناع هذا الأخير بالانخراط في البرنامج العلاجي. من جهته، ذكر المتفقد المركزي للصحة بالإدارة الجهوية للصحة بالمنستير، سامي بوغمورة، لوكالة « وات »، أنّ هذه الدورة هي الأولى من نوعها في ولاية المنستير، وتتضمّن 8 حلقات تكوينية يقع خلالها التطرّق إلى جل الأمراض التي يتعرض لها طبيب الخط الأوّل وهي السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسكتة القلبية، والقصور الكلوي المزمن، والكبد الدهني غير الكحولي، وأمراض السرطان، وحصى الكلى.