في أجواء مفعمة بالوطنية ومعاني الوفاء للشهداء تم مساء الثلاثاء, بمفترق طريقي مجيدة بوليلة و14 جانفي بمدينة صفاقس تدشين النصب التذكاري للزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد تخليدا للذكرى 65 لاغتياله.
وأشراف على حفل التدشين الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بحضور نور الدين حشاد نجل الفيد وعدد من القيادات النقابية والأمناء العامين السابقين للاتحاد عبد السلام جراد وحسين العباسي ووالي صفاقس عادل الخبثاني وثلة من الإطارات الجهوية.
وقبل ذلك تم تنظيم مسيرة شعبية انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس لتجوب شوارع المدينة في إتجاه المفترق الدائري « طريق العين » حيث تم تركيز النصب التذكاري للزعيم « فرحات حشاد » شارك فيها عدد كبير من النقابيين والمواطنين من صفاقس وعديد ولايات الجمهورية رفعوا خلالها رايات الوطن ورايات المنظمة النقابية ورددوا شعارات تمجد الزعيم الراحل الذي اغتالته يد الغدر في 5 ديسمبر 1952 وتؤكد الإلتفاف حول نهجه النقابي الوطني الأصيل من قبيل « يا حشاد يا شهيد على دربك لن نحيد » .
وقد اعتبر عدد من المواطنين خلال عملية تثبيت النصب التذكاري أن تركيز هذا النصب هو أقل ما يمكن لدولة تحترم شهدائها ورموزها القيام به كما رأوا فيه تخليدا لتضحيات حشاد ووطنيته الخالصة وحبه للشعب التونسي وهو صاحب المقولة الشهيرة « أحبك يا شعب » فيما اعتبر البعض الأخر ان النصب التذكاري لا يجسم فعليا ملامح الزعيم النقابي الراحل « فرحات حشاد ».
وعلى هامش الإحتفال الجهوي بهذه الذكرى النقابية جدد الأمين العام نور الدين الطبوبي « عزم المنظمة الشغيلة المضي في الكشف عن ملابسات اغتيال حشاد عبر اللجوء إلى القضاء الدولي على الرغم من تعقد إجراءاته » بحسب تعبيره مؤكدا على أن قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل ستبقى على درب مؤسسيه للاضطلاع بدورها الاجتماعي والوطني على أحسن وجه من أجل مناعة تونس واستقلالها والدفاع على كرامة المواطن التونسي ولن تكون شاهد زور لهذا الوطن في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد ».
وأوضح الطبوبي أن المنظمة الشغيلة ليست منظمة حرفية تعمل على الدفاع على منظوريها والزيادة في الأجور فحسب وإنما منظمة مسؤولة تدافع على كل القضايا المجتمعية العادلة، داعيا أصحاب القرار أن يكونوا مؤتمنين على استقرار تونس ومناعتها وخدمة المجتمع والإجابة على القضايا الحارقة سيما منها البطالة والتهميش والمساواة بين الجهات والقضاء على الفقر المدقع
من جهته اكد الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد على ضرورة أن يكون إحياء ذكرى إغتيال الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد ليس مجرد ذكرى فحسب بل تخليدا ووفاء وإستخلاص العبر والنتائج من مسيرة هذا الرمز الوطني الذي سيبقى في قلوب كل النقابيين.
وأشار إلى أن من أبرز التحديات الموكولة على قيادة الإتحاد اليوم هو السير على درب مبادئ مؤسس المنظمة الشغيلة « فرحات حشاد » « سيما وأن النخبة السياسية التي تقود البلاد بعيدة كل البعد عن الروح الوطنية » وفق تقديره.
واحتضن مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس معرضا وثائقيا يجسم مراحل النضال النقابي والوطني للزعيم فرحات حشاد رفقة عدد من المناضلين الخلص على غرار محمد علي الحامي وأحمد التليلي والحبيب عاشور. كما جسد المعرض بالصور والوثائق عديد السجلات والصدامات والمواجهات التي عرفتها المنظمة النقابية مع المستعمر الفرنسي ثم مع السلطة السياسية القائمة زمن حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة والرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.