تاهل المنتخب التونسي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022 بتعادله السلبي مع نظيره المالي مساء امس الثلاثاء على ملعب حمادي العقربي برادس في اياب الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية.
واستفاد المنتخب التونسي من أفضلية قاعدة الهدف المسجل خارج القواعد بتعادله ذهابا في باماكو 1-1.
وسيكون المنتخب التونسي على موعد مع سادس مشاركة له في المونديال بعد سنوات 1978 و1998 و2002 و2006 و2018.
ولم يرتق أداء المنتخب التونسي خلال الشوط الأول إلى المستوى المأمول وبدا واضحا تاثير الضغط النفسي على اللاعبين الذين كانت أقدامهم مكبلة. وكان المنتخب المالي أكثر استحواذا على الكرة وتمكن من تسجيل هدف مبكر منذ الدقيقة الرابعة عن طريق عبدولاي ديابي من كرة ثابتة، لكن الحكم السنغالي ماغات ندياي الغاه بداعي وجود تسلل. وتحمل دفاع المنتخب التونسي بقيادة ثنائي المحور منتصر الطالبي ونادر الغندري العبء الثقيل من المباراة ونجح بفضل حسن تمركزه وانضباطه التكتيكي في احتواء هجمات المنتخب المالي وسد المنافذ المؤدية إلى شباك الحارس بشير بن سعيد.
كما تألق بالخصوص لاعب الارتكاز عيسى العيدوني الذي قطع أكثر من كرة كانت مصدر خطورة على الدفاع التونسي. واكتفى الظهيران علي معلول ومحمد دراغر بالدور الدفاعي على حساب المساندة الهجومية بينما وجد يوسف المساكني ونعيم السليتي صعوبات كبيرة في التدرج بالكرة نحو الهجوم وتزويد سيف الدين الجزيري بامدادات في عمق الدفاع المالي الذي لم يختبر طوال الشوط الأول. وطغت الحسابات التكتيكية على المباراة وانحصر اللعب في أغلب الأحيان في وسط الميدان وتغيبت الخطورة عن المرميين لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.
واستهل المنتخب التونسي الشوط الثاني بقوة وكان قريبا جدا من افتتاح التسجيل بواسطة سيف الدين الجزيري الذي توغل داخل المنطقة قبل أن يسدد كرة بجانب المرمى (49). وسرعان ما رد المنتخب المالي الفعل بتصويبة قوية بقدم بيسوما مرت محاذية للقائم (52). وتحسن أداء المنتخب التونسي بشكل لافت وأصبح أكثر توجها نحو الأمام وتوغل علي معلول من الرواق الأيسر قبل أن يرفع عرضية تابعها محمد علي بن رمضان برأسه ضعيفة بين يدي الحارس المالي (54). وارتفعت وتيرة المباراة وسط معركة بدنية قوية من الجانبين وفي ظل عدم استعداد الفريقين التفريط في اي كرة.
ومن مجهود فردي على مشارف المنطقة سدد نعيم السليتي كرة علت العارضة (64) ليقوم بعدها المدرب جلال القادري بتغييرين من خلال إقحام طه ياسين الخنيسي مكان سيف الدين الجزيري والياس السخيري عوضا عن يوسف المساكني من أجل ضخ أكثر انتعاشة بدنية وإضفاء مزيد من العمق الهجومي على أداء الفريق.
ومع دخول المقابلة منعرجها الاخير، ارتفع الشد العصبي بين منتخب تونسي يسعى للمحافظة على اسبقية الذهاب مع البحث عن تدعيمها بهدف يجهز به على امال منافسه واخر مالي يرغب في كسب رهان التهديف لتفادي الخروج والذهاب إلى الوقت الاضافي. ومسك المنتخب التونسي بزمام المبادرة في الدقائق الأخيرة وحاول امتلاك الكرة أطول فترة ممكنة لاستهلاك الوقت واجبار المنتخب المالي على ارتكاب الأخطاء. وسدد نعيم السليتي كرة من داخل المنطقة ارتطمت بالمدافع وخرجت إلى ركنية لم تثمر (80).
وأظهرت العناصر الوطنية خبرة كبيرة في التعامل مع الدقائق الاخيرة من خلال تهدئة اللعب وارتكاب بعض الأخطاء التكتيكية في مناطق بعيدة لكسر نسق المنتخب المالي. وفي الوقت البديل، دخل حنبعل المجبري مكان نعيم السليتي في سعي لاحتكار الكرة وبلال العيفة عوضا عن محمد علي بن رمضان لدعم الخط الخلفي خاصة على مستوى الكرات العالية التي اضحى يعتمدها المنتخب المالي. ونجح المنتخب التونسي في الخروج بالمقابلة إلى بر الأمان منتزعا ترشحا صعبا لكنه مستحقا.