تحيي تونس ضمن المجموعة الدولية، اليوم العالمي لمكافحة السل الموافق ل24 مارس من كل سنة، تحت شعار « الكشف المبكر يضمن الشفاء ويحد من العدوى »، ونسبة الإصابة بهذا الوباء على الصعيد الوطني تبلغ 27.7 لكل 100 ألف ساكن، حسب ورقة إعلامية لإدارة الرعاية الصحية الأساسية التابعة لوازرة الصحة.
وتهدف الوزارة من خلال الإحتفاء بهذا اليوم العالمي تحت الشعار الذي اختارته منظة الصحة العالمية، إلى تعزيز التوعية بأهمية الوقاية والعلاج من السل الذي اتخذ أبعادا عالمية والتأكيد على أهمية دور التوعية والوقاية والترصّد المبكّر في قطع سلسلة العدوى للقضاء على انتشار هذا الوباء الذي يصيب نسبة كبيرة من سكان العالم، معظمهم يعيشون في الدول النامية.
وسجّلت تونس سنة 2022، حسب المعطيات المسجّلة على دفاتر السلّ، 3264 حالة جديدة بنسبة تقدّر ب27.7 لكل 100 ألف ساكن تتوزع بين 1237 حالة إصابة بالسلّ الرئوي ( بنسبة 37.9 بالمائة من مجموع الإصابات) و2027 حالة إصابة بالسلّ غير الرئوي ( بنسبة 62.1 بالمائة) منها 1418 حالة إصابة بالسلّ العقدي ( 43.4 بالمائة من مجموع الإصابات) و11 حالة جديدة من السلّ شديد المقاومة للأدوية.
وفي المقابل تمّ علاج 16 حالة جديدة من السلّ المقاوم للأدوية من بين 18 حالة سنة 2022، فيما لم يسجّل أي حالة التهاب السحايا الناتجة عن مرض السلّ لدى الأطفال دون الخامسة.
وبحسب ذات الوثيقة، لايزال السلّ العقدي يمثّل السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات، وتعود الإصابة به أساسا إلى التزايد المتواصل لاستهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته، حيث تعود نسبة 70 بالمائة من الإصابات بهذا النوع من السل إلى بكتيرية السلّ البقري المرتبطة باستهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته واللحوم الحمراء غير المطهية بشكل جيد، حسب التقارير السنوية لبرنامج مكافحة السلّ، للعشر سنوات الأخيرة.
وتعمل وزارة الصحة، حسب الورقة الإعلامية على وضع استراتيجية البرنامج الوطني لمقاومة السلّ 2023 / 2026 تتضمّن الكشف المبكّر لدى الحالات التي تظهر لديها علامات السلّ والسلّ العقدي والمقبلين على العيادات ولدى مخالطي المرضى والفئات الأكثر عرضة للمرض فضلا عن تحسين جودة الرعاية والتكفّل بالمصابين بهذا الوباء.
وستعمل الوزارة ضمن هذه الاستراتيجية على التزويد المنتظم بالأدوية عالية الجودة لجميع المرضى، والتكفّل بحالات السلّ المقاوم للأدوية بأنظمة علاجية جديدة وستركّز ضمن هذه الاستراتيجية على تقصي السلّ المرافق لفقدان المناعة المكتسب وتحسين نسبة علاج السل الحساس والمقاوم للأدوية فضلا عن تعزيز الشراكة لمكافحة السلّ غير الرئوي وعلاج السلّ خاصة عند الأطفال والمراهقين وتطوير العلاج الوقائي خاصة لدى الفئة العمرية الأقل من 5 سنوات من مخالطي المرضى.
وتظهر على المصاب بالسلّ العقدي، حسب الورقة الإعلامية، جملة من الأعراض أهمها ارتفاع درجة الحرارة مع التعرق في الليل وفقدان الوزن بطريقة ملحوظة وضعف الشهية فضلا عن تضخم العقد الليمفاوية ( الولسيس) مع تورّم مكان الإصابة، لتبلغ هذه الأعراض في حالات الإصابة المتقدمة إمكانية خروج قيح أو صديد من مكان الإصابة وألم مستمرّ فيه.
وينتقل مرض السلّ عن طريق تنفّس الهواء الملوث بالبكتيريا والاحتكاك المباشر بالحيوان المصاب وعن طريق شرب الحليب غير المعقم ومشتقاته واللحوم الحمراء غير المطهية جيّدا والأعلاف ومياه الشرب الملوثة بإفرازات الحيوانات الملوثة.
ويمكن التوقي من هذا الوباء من خلال استهلاك المنتوجات المعقمة واقتناء الحليب ومشتقاته من المحلات الخاضعة للمراقبة الصحية وتعقيم الحليب الطازج وغير المعلب قبل تناوله لمدة لا تقلّ عن 10 دقائق بعد غليانه وعدم اقتناء اللحوم التي لم تخضع للمراقبة البيطرية والمعروضة بطريقة عشوائية