« لأن البلاد تعيش حالة انتقال عسير على جميع المستويات جعلت المواطن التونسي الفاعل والمفعول به في آن …أسير جبل سيزيف …صراع يسوده الوجع و الألم، الفرح والأمل و كأنّها استحالت كوميديا إلهيّة يحارب فيها المواطن من أجل عبور صراط الإنسان ». انطلاقا من هذه الأفكار صاغ المخرج خالد لملومي الرؤية الفنية لمسرحية « ثورة الرضع » وهو عمل جديد من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين سيُعرض يوم 18 مارس أمام لجنة الاقتناء بوزارة الشؤون الثقافية ويكتشفه جمهور مدنين يوم 30 مارس في عرضه الأول قبل أن يفتتح المهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين يوم 20 أفريل 2019.
هذه المسرحية التي يؤدي أدوارها كل من ضو حمزة خلف الله وحمزة بن عون، تكشف عن عديد الأحداث المأساوية التي تنقلب بشكل جنوني إلى ملهاة و سخرية، إذ يعاد تشكيل الوجع والأنين فيتجلّى خطاب كوميدي يسخر بشكل مباشر في وجه المصير…هكذا هو المواطن التونسي من وجعه يخيط أملا في سخرية أعلنها في وجه العالم، يقول المخرج.
ويروي هذا العمل وفق ورقة تقديمية، قصة « طبيبين في مهمّة استعجالية لإجراء عملية قيصريّة، وفي طريق المهمّة يواجهان صعوبات يجابهانها بسلوكات عبثية هزلية تأخذنا لعالم سحري عجائبي ».
« ثورة الرّضع » اختار فيها المخرج خالد لملومي الاعتماد على خطاب فنّي مسرحي أساسه الهزل، يغيب فيه النص اللفظي وتحضر فيه لغة الجسد وحركة الصوت بتقنيات متعددة لمرجعيات فن الممثل لتنبني مشهديّة كوميدية تسخر من واقع الإنسان وعبثيّة وجوده وتطرح تساؤلات عديدة بشكل مختلف غير الخطاب المتكرّر والمباشر.