طالب عدد من فلاحي ولاية جندوبة، اليوم الاثنين، السلط الجهوية بضرورة التدخل لتوفير حاجة مزارعهم من مياه الري وفي مقدمتها المزارع المنتجة للحبوب، وضمان حاجة القطيع الى العلف، وإنقاذ موسم الحبوب من النقص المسجل في مياه الري.
ودعوا، خلال وقفة احتجاجية، اليوم الاثنين، أمام مقر ولاية جندوبة، السلط الجهوية الى ضرورة عدولها عن اعتماد رزنامة الري لساعات مقابل القطع لأيام، ملوّحين بالتصعيد في حال لم تستجب السلط المعنية الى مطالبهم الرامية المحافظة على صابة الحبوب لهذا الموسم.
واعتبر بعضهم، في تصريحات متطابقة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن استبشارهم بموسم هام بات مهدّدا بقرارات وصفوها بـ »العشوائية »، لافتين الى أن اتصالاتهم بممثلي السلط المحلية والجهوية لم تجد تفاعلا.
وقال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة، لطفي الجمّازي، أن في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، الاتحاد يقوم منذ أيام بمساع جديّة لإقناع السلط بضرورة ري مزارع الحبوب وتأمين إنتاجيتها خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ لمخزون السدود بالجهة مقارنة بالموسمين المنقضيين.
واعتبر ان وضعية القطاع وفي هذه الظرفية بالذات، ومع الارتفاع التدرجي لدرجات الحرارة وما يرافقها من انحباس للامطار، مقلقة للغاية وتستوجب تدخلا واسعافا عاجلين، وذلك بهدف إنقاذ مزارع الحبوب من العطش الذي بات يهدّدها بالكامل وضمان الامن الغذائي للتونسيين، وفق تعبيره.
وأضاف أنّه لا مبرر لمواصلة اعتماد الدورة المائية برزنامة خالية من أي جدية وقادرة على انقاذ مزارع الحبوب وطمأنة الفلاحين، وضمان استكمال عشرات الالاف من الهكتارات لنموّها وانتاجيتها المنتظرة.
واعتبر أن اعتماد الدورة المائية التي انطلقت في تطبيقها مندوبية التنمية الفلاحية بجندوبة منذ يوم 25 مارس المنقضي غير مجدية لا من حيث الفترة الزمنية المخصّصة للمناطق السقوية (يومين ضخ مقابل 4 أيام قطع) ولا من حيث كمية المياه والتي تتسم بضعف فادح في التدفق.
وكان المعهد الوطني للزراعات الكبرى قد دعا في مراسلة له بتاريخ 19 مارس المنقضي المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة الى ضرورة ري مزارع الحبوب وذلك بعد ان سجل عجزا مائيا بين 20 و 30 ملم بمختلف المنظومات المائية بالجهة.
وكانت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية قد أصدرت في شهر مارس المنقضي بلاغا أعلمت فيه الفلاحين بإعادة ضخ مياه الري على ان يتوخّى مزارعو الحبوب الذين خصّتهم بهذا البيان طريقة التداول يومين ري مقابل 4 أيام قطع وهو ما وصفه عدد من الفلاحين بالحلّ غير المُجدي.
كما سبق وأن أصدرت في خريف السنة المنقضية بلاغا مماثل تحجّر فيه على الفلاحين زراعة الخضروات الصيفية وهي احدى النقاط التي اثارها المحتجون اليوم والتي رأوا فيها ضررا لآلاف المزارعين الصغار الذين يعتمدون زراعة الخضروات الصيفية لتأمين حاجة عائلاتهم.
وتعدّ المساحة المزروعة حبوبا بولاية جندوبة لهذا الموسم أكثر من 84 ألف هكتار، علما أنّه تمت زراعة ذات المساحة خلال الموسم المنقضي، إلّا أنّ الإنتاج لم يتعدّ تقريبا 400 الف قنطار وهو ما يمثل أقل من ربع الإنتاج المتوقع لهذا الموسم في حال استكملت عملية الري على الوجه المطلوب.