أوصى أعضاء اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بجندوبة، اليوم الخميس، بضرورة مضاعفة المجهودات الرامية الى التوقّي من حرائق محتملة قد تطال مزارع الحبوب والغابات خلال الصائفة المقبلة، وبوضع خطط استباقية لمجابهة صيف تشير كل المعطيات على انه سيكون حارّا ومرفقا بحرائق محتملة.
وتمثّلت أبرز المحاور التي تناولها أعضاء اللجنة تشخيصا وتوصية في تهيئة الطرائد الغابية، ومسح خنادق الطرقات والمسالك الفلاحية، وتركيز حواجز ترابية خاصة بمصبات الفضلات العشوائية خاصة في عين دراهم وحمام بورقيبة وبوسالم، وتهيئة خزّانات المياه، وتطوير وسائل الاتصال والتواصل، وتوفير المعدات والوقود والموارد البشرية، وإحكام التصرف فيها، وتنظيم حملات تحسيسية للتجمعات السكنية بالمناطق الغابية.
ولضمان التوقّي، أكد رئيس اللجنة والي جندوبة، سمير كوكة، على أهمية الانسجام بين الهياكل الإدارية في هذا المجال، متعهّدا بالتدخل لدى الوزارات المعنية لتوفير مستلزمات التوقّي وتعزيز أسطول المعدات، وتطبيق إجراء التسخير لتأمين سياقة المعدات خاصة في ظل النقص المسجل في عدد سواق الآلات الثقيلة وتوفير إعاشتهم.
وتوقّع عدد من أعضاء اللجنة أن تكون الصائفة المقبلة صائفة استثنائية بكل المعايير، حيث ينتظر أن تفوق الحرارة في ولاية جندوبة خلال هذه الصائفة 50 درجة مئوية، مع توقعات بتوسّع دائرة تيبّس أشجار الغابات، وتعمّق أزمة شح المياه في ظل انحباس الامطار والتراجع المخيف لمخزونات السدود، وهو ما يستوجب، في نظرهم، البحث عن بدائل استباقية تضمن سهولة التدخل في حال نشوب حريق.
وخلال السنوات العشر الأخيرة (2012-2022)، سجّلت ولاية جندوبة حرائق أفضت إلى تلف نحو 9000 هكتار من الغابات، وشهدت بعض المناطق الغابية عشرات التدخلات في أوقات وجيزة، كما شهدت سنة 2022 احتراق نحو 22 منزلا وعددا من المواشي وأكواما من العلف الحيواني، مقابل ذلك لم يتحصل المتضرّرون من الحرائق في صائفة 2021 ولا في صائفة 2022 على مستحقاتهم المالية التي أُقرت في اطار لجنة جهوية تولت حصر المتضررين من المتساكنين وقدرت حجم الاضرار التي لحقتهم.