أذن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، خلال لقائه اليوم الإثنين بقصر قرطاج، مع عماد الحزقي رئيس الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية، بإحالة كل الملفات التي تضافرت القرائن والأدلة على أن الشهائد العلمية التي تحتويها مدلّسة على النيابة العمومية.
كما أمر رئيس الدولة، خلال اللقاء، بالإسراع في إعداد التقرير النهائي للجنة قيادة عمليات التدقيق في الانتدابات والإدماج بالوظيفة العمومية والهيئات والمؤسسات والمنشآت العمومية والشركات ذات المساهمة العمومية وسائر الهياكل العمومية الأخرى، والمنجزة من 14 جانفي 2011 إلى 25 جويلية 2021.
وأذن أيضا، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، بتحديد كل الجهات التي لم تستجب لمطالب اللجنة أو قدّمت معطيات خاطئة، حتى تتحمل مسؤولياتها القانونية كاملة.
وتسلم رئيس الدولة خلال لقائه مع الحزقي التقرير الأولي للجنة المذكورة، باعتباره المقرر.
وقال رئيس الدولة في فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية بشبكة التواصل الاجتماعي « فايسبوك » « نحن نخوض حرب تحرير وطني على جبهات متعددة ولن نقبل الا بالانتصار »، مؤكدا أن العزيمة على الانتصار على الفساد ثابتة وراسخة، وأن تطهير البلاد « ليس مجرد شعار بل هو حرب مستمرة دون هوادة ودون هدنة ».
وشدد على أن من يتخاذل في التصدي للفساد أو يتواطؤ مع الفاسدين « لا فرق بينه وبين الشريك في الجريمة، بل أكثر من ذلك هو خائن وعميل كمن هو على جبهة القتال ويلتحق بصفوف العدو »، وفق توصيفه، مؤكدا أن من يريد ترهيب الذين كشفوا ملفات الفساد « لن يبقى بدوره خارج الملاحقة القضائية ودون محاسبة أو جزاء » قائلا « لا أحد فوق المحاسبة ولا أحد فوق القانون ».
وتوجه رئيس الدولة لرئيس هيئة الرقابة ومقرر اللجنة بقوله « لديكم تقريبا أكثر من 2700 وثيقة مدلسة وفق ما أثبتته القرائن.. وشهائد من الداخل والخارج مدلسة »، مستشهدا بتقرير من التفقدية العامة يبيّن عدم صحة الختم في الشهادة وافتعال وثيقة ادارية واستعمال ختم مزور وذلك في ولاية واحدة وفي قطاع واحد.
وأضاف أنه تم كذلك السطو على مبالغ تقدر بآلاف المليارات في كل القطاعات والجهات، وأنه تسلم ملفا حول قطاع الاعلاف (لا علاقة له بلجنة التدقيق في الانتدابات والشهائد) يتعلق بارتكاب جريمة الاستيلاء على مقدرات الشعب التونسي.
ولاحظ سعيّد، أنه من المفارقات اليوم في تونس، « أن الذي قام بالسطو على مقدرات الشعب ودلس كل هذه الشهادات، يتظاهر بالعفة ويريد أن يلعب دور الضحية »، مؤكدا أن الشعب التونسي « أظهر وعيا غير مسبوق رغم الحملات المسعورة المدفوعة الأجر من الداخل والخارج على السواء.. وأن مسيرة النضال من أجل التحرر الكامل والتطهير الشامل للوطن من الفساد مستمرة حتى النصر ».