تحادث رئيس مجلس نواب الشعب ابراهيم بودربالة ، بعد ظهر اليوم الجمعة بقصر باردو، مع رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي « إيغناسيو لاروسا » والوفد المرافق له.
وثمن الجانبان خلال المحادثة، العلاقات التونسية الإيطالية الممتازة، والقائمة على روابط تاريخية وعوامل جغرافية تساهم في إقامة تعاون وثيق في شتى الميادين، مبرزين الآليات والوسائل المعتمدة خلال السنوات الأخيرة، والتي أعطت مزيدا من الدفع لهذا التعاون وأضفت عليه حركية جديدة تماشيا مع التطلّعات المشتركة للشعبين الصديقين.
كما تمّ التطرّق، وفق بلاغ صادر عن البرلمان، إلى العلاقات بين مجلس نواب الشعب ومجلس الشيوخ الإيطالي، ومساهمتها في تعزيز التعاون والصداقة بين البلدين، حيث دعا الجانبان إلى مضاعفة المساعي لإثرائها، لاسيما عبر تكثيف الزيارات واللقاءات بين البرلمانيين وتبادل التجارب والخبرات.
وكانت المحادثة كذلك مناسبة للتطرّق إلى عديد التحدّيات المشتركة، وضرورة دعم المساعي الرامية الى التصدّي لظاهرة الهجرة غير النظامية باعتبارها هاجسا مشتركا يتطلب بذل جهود مضاعفة على المستويين الثنائي ومتعدّد الأطراف، بما يخدم مصالح شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط ويدعم أمنها واستقرارها. وأكّد الجانبان أهمية توخّي مقاربة شاملة لمقاومة هذه الظاهرة، تقوم على معالجة الأسباب الجذرية وعلى أسس التنمية المتضامنة.
وأبرز لاروسا، الأهمية التي توليها إيطاليا لعلاقاتها مع تونس، بما مكّن من إرساء تعاون مثمر في شتى المجالات، مؤكدا حرص بلاده على تنمية هذا التعاون الثنائي خاصة في المجالات الاقتصادية والفلاحية والتبادل التجاري وفي المجال الطاقي، وأهمية تنفيذ الاتفاقيات المشتركة. واشار في هذا الاطار، الى التقدّم الحاصل في مجال تجسيم الاعتراف المتبادل لرخص السياقة ودوره في مزيد تحقيق التقارب بين شعبي البلدين.
واكّد من جهة أخرى، ما تحظى به تونس من تقدير لدى ايطاليا، بالنظر الى ما حققته من تطوّرات ايجابية على جميع الأصعدة، مبرزا أهمية تعزيز العمل المشترك لدعم العلاقات الأوروبية الافريقية في كنف المساواة، تماشيا مع المقاربة الإيطالية للتصدّي لظاهرة الهجرة غير النظامية التي تقودها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. كما دعا الى مضاعفة الجهود لمقاومة ظاهرة الاتجار بالبشر والقضاء على أملهم في حياة كريمة.
من ناحيته، أعرب بودربالة عن تقديره لما تبديه إيطاليا من حرص دائم على تعزيز الصّداقة والتعاون مع تونس، خاصة في الميادين الاقتصادية والاكاديمية والثقافية، مشيرا في هذا الصدد، الى ضرورة دعم التقارب الثقافي عبر التطلّع الى مستقبل أفضل يقوم على التعاون وتوطيد أواصر الصداقة بين شعبي البلدين.
وبعد أن أبرز الخطوات التي قطعتها تونس في مسارها الجديد، وما توليه من أهمية للحقوق والحريات، شدد بودربالة على أهمية تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط، مذكرا بالمقاربة التونسية في التعامل مع موضوع الهجرة وفق القوانين والمواثيق الدولية ورفض تونس أن تكون بلد عبور أو توطين، وداعيا الى توخّي مقاربة إقليمية تجمع دول جنوب المتوسط ودول الاتحاد الأوروبي لحل معضلة الهجرة غير النظامية.
وجدّد رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي التأكيد على تقارب وجهات النّظر بين البلدين، معربا عن الرغبة في مواصلة تعزيز التعاون البرلماني، ووجّه في هذا الاطار دعوة الى رئيس مجلس نواب الشعب لزيارة مجلس الشيوخ الإيطالي.
وقد حضر المحادثة بالخصوص سفير إيطاليا بتونس، ونائبي رئيس البرلمان، والنائب المساعد للرئيس المكلّف بالعلاقات الخارجية وبالتونسيين بالخارج والهجرة، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي وشؤون التونسيين بالخارج والهجرة.