تونس 02 ديسمبر 2021 (وات) يستضيف « بيت الرواية » بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة يوم غد الجمعة الكاتب التونسي حسنين بن عمو للحديث عن روايته الجديدة « الموريسكية » وهي آخر اصداراته الادبية وتعد الجزء الثاني من ثنائية « الاندلسية/ الموريسكية » حول معاناة الموريسكين تحت طائلة حكم القشتاليين ابان سقوط الاندلس سنة 1492 وتهجيرهم قسرا الى العديد من بقاع العالم.
وقد اختار حسنين بن عمو ان يسرد للقارئ في روايته « الموريسكية » وقائع تاريخية باسلوب الحكاية المشوقة من خلال بناء درامي قائم على شخصيات مختلفة منطلقها فترة انهيار الحكم الاسلامي بالاندلس بعد ثمانية قرون من الازدهار والنهضة والتقدم في مجالات العلم والادب والفنون واستسلام ابو عبد الله محمد الثاني عشر اخر ملوك بني نصر بالاندلس واستحواذ القشتاليين تحت لواء حكم الملكة ايزابيلا وزوجها الملك فرديناند.
ورصد الكاتب في هذا السياق اضطهاد الحكم القشتالي لاهل الاندلس ومعاناتهم مع سياسة التنصير القسري بعد ان اصبح يطلق عليهم لقب « الموريسكين » او « الموريسكوس » باللغة القشتالية وتعني المسيحيين الجدد حيث قدم تفاصيل حياتهم اليومية ومعاناتهم في سبيل المحافظة على دين آبائهم وممارستهم لشعائرهم الدينية في كنف السرية وجهودهم في نقل دينهم وعاداتهم وتقاليدهم عبر الاجيال رغم تشديد الرقابة عليهم وحرق كتبهم ومنع اللغة العربية وكل ما يمت للدين الاسلامي بصلة.
كما تبرز رواية « الموريسكية » ظروف ترحيل اهل الاندلس من اراضيهم سنة 1610 بتعلة عدم اندماجهم في المجتمع القشتالي وهروبهم الى العديد من البلدان ومنها المغرب والجزائر وتونس وايضا القارة الامريكية وخاصة المكسيك حيث يختزل الكاتب الظروف التاريخية والموضوعية التي حفت بهجرة الموريسكيين ويوثق معاناتهم من خلال الشخصية الرئيسية لروايته الفتاة الشابة « خوانا » وما تعرضت له من ظلم وبطش واغتصاب لمجرد انها موريسكية في دلالة واضحة عن اغتصاب الوطن او الفردوس الضائع الاندلس.
رواية « الموريسكية » تحمل في طياتها ثنائيات عديدة لعل اهمها ثنائية الحب والعداء ومنها يحمل حسنين بن عمو القارئ الى ردهات من التاريخ العربي مضمخة بثقافة الموت ومساعي البحث عن الملجأ والامان كما انها مليئة بالتناقضات والازمات ربما للاعتبار واستخلاص الفائدة من اجل غد افضل، وذلك باعتماد اسلوب ممتع ومشوق وثري في السرد والرواية .
وحسنين بن عمو كاتب تونسي من مواليد 1948 بدار شعبان الفهري وهو روائي ورسام اهتم بتاريخ تونس القديم والوسيط واختار الرواية لتكون محملا لتقديم التاريخ بصورة سردية هي اقرب للحكاية منها الى التوثيق.
من مؤلفاته « المملوك » وتحكي قصة الوزير يوسف صاحب الطابع و »باب العلوج » الصادرة سنة 1988 وتدور احداثها في العهد الحفصي و »رحمانة » الصادرة سنة 2002 وتدور وقائعها زمن احتلال خير الدين بربروس لتونس و »باب الفلة » الصادرة سنة 2005 وتتحدث عن مصير الدولة الحفصية وبداية الحكم العثماني و »الخلخال » الصادرة سنة 2010 وتحكي علاقة عسكر الباي بالعربان و » حجام سوق البلاط » الصادرة سنة 1997 وتدور وقائعها ابان ثورة علي ابن غذاهم و »عام الفزوع » الصادرة سنة 2018 التي يتطرق فيها الكاتب ايضا للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في تونس وقيام ثورة علي ابن غذاهم.