انطلقت، اليوم الخميس، فعاليات ندوة فكرية دولية بعنوان « صورة المرأة الشرقية في الأدب والفنون الفرنسية والفرنكفونية »، ستتواصل على مدى يومين، ببادرة من قسم الفرنسية بالمعهد العالي للدارسات التطبيقية في الانسانيات بتوزر وتحت اشراف جامعة قفصة.
و تراوحت المداخلات، التي يشارك في تأثيثها حوالي 32 أستاذا جامعيا وباحثا أكاديميا من تونس والمغرب وفرنسا واسبانيا وايران الى جانب مشاركة طلبة المعهد، بين الصورة النمطية للمرأة الشرقية والصورة المتحركة المتحررة من القيود في عدد من النماذج الأدبية لكتاب من فرنسا منهم ألفونس دودي، وألبار كامو، وفلوبار وآخرين غير فرنسيين كتبوا باللغة الفرنسية.
وبالمناسبة، أفاد الأستاذ بجامعة صفاقس والمدير بوحدة بحث في الأدب والخطاب والحضارة، مصطفى الطرابلسي، بأن صورة المرأة الشرقية في الأدب الفرنسي ظلت ثابتة بترويج صورة نمطية صنعها عدد من الكتّاب تقوم على تصور ذاتي ومعرفي للمرأة الشرقية دون أن يعرفها عن قرب، موضحا أن الندوة تحاول مراجعة هذه الصورة بتقديم نماذج أخرى لم تركز على المرأة كجسد وجنس.
من جانبه، أشار الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بصفاقس والمدير بوحدة مختصة في الأدب والحضارة الفرنسية، ارسلان بن فرحات، أن الندوة كشفت أن المرأة الشرقية لم تكن فقط صورة جاهزة بل مثلت صورة متحركة في أعمال أدباء فرنسيين وفي أعمال مختلفة لنفس الكاتب أحيانا على غرار فلوبار الذي قدم أبعادا مختلفة للمرأة الشرقية فاهتم بها باعتبارها تنتمي الى مجتمع غريب عنه، اضافة الى ربطها بكل ما هو جنسي غرائزي، لتصبح أحيانا وفق المحاضر تمثل طموحات وأحلام الكاتب الخاصة، مبينا أن أغلب الأعمال الأدبية التي اعتنت بالمرأة الشرقية مزجت بين ما هو ذاتي واقعي وبين تصورات وتخيلات المؤلف.
وأضاف أن صورة المرأة ليست فقط فنية بل تحمل أبعاد ايدولوجية في علاقة الغرب بالشرق وهنالك بعض الكتاب اهتموا بصورة المرأة الشرقية المتحررة والمرأة التي كانت شريكا للرجل في الكفاح في بلدان المغرب العربي.
وقدم الأستاذ بجامعة فاس المغربية، عبد الحق زراد، مداخلة حول صورة المرأة المحجبة وكيف ينظر للحجاب كوسيلة لعزل المرأة معرجا على قضية الحجاب التي تمثل محل نقاش في الغرب والشرق الى غاية الآن.
يشار إلى أن الندوة جمعت كبار الأساتذة المختصين في الأدب الفرنسي على غرار الفرنسي جون بيار لكوست ، الى جانب تشريك باحثين شبان للنظر في تمثل الأدب الفرنسي للمرأة الشرقية.