أكّدت الطبيبة المختصّة في أمراض الأطفال، سيرين خليف، اليوم السبت، خلال فعاليات اليوم الوطني للجمعية التونسية لمرضى الأبطن، أن بحوثا دولية جارية لإيجاد دواء أو لقاح لمرض الأبطن، لكن العلاج الوحيد إلى حد الآن، هو الحمية الخالية من مادة الغلوتين.
وبينت، خلال هذه التظاهرة التحسيسية والتوعوية الملتئمة بتونس العاصمة، أن عديد البحوث الجارية فشلت في إيجاد دواء لمرض الأبطن، في حين لا تزال أخرى في أطوارها الأولى، مما يعني أن التوصل إلى علاج فعّال لهذا المرض ليس بالأمر المستحيل لكن لن يكون على المدى القصير، وفق تقديرها.
وشدّدت المختصة على ضرورة تقيّد مرضى الأبطن بالحمية الخالية من الغلوتين بإعتبارها السبيل الوحيد للنجاة من التداعيات الخطيرة لهذا المرض، مشيرة إلى أن « كسر » هذه الحمية ولو لبعض المرات يتسبّب في عودة أعراض المرض المتمثلة في إنتفاخ البطن والإصابة بالإسهال أو بالإمساك وبآلام في المعدة وعسر الهضم وفقدان الوزن والطفح الجلدي والتلف في الأعصاب وصعوبة الحمل أو العقم التام.
ولا تقتصر مخلّفات عدم الالتزام بالحمية الخالية من الغلوتين بالنسبة للمصابين بهذا الداء على عودة أعراض المرض وإنما تتعقد الأمور أكثر ليصابوا بأمراض متعلقة بسوء التغذية وبتشوهات وبهشاشة على مستوى الأسنان والعظام، بينما يصاب الاطفال بتأخر في النمو والبلوغ، وفق المختصة.
ويمنع على المصابين بمرض الأبطن، منعا باتا، حسب محدّثة « وات »، تناول الأغذية الغنية بالغلوتين المستخرجة من القمح والشعير والخرطال ( الشّوفان)، موضحة أن الجهاز المناعة لدى هؤلاء المرضى يعتبر القلوتين تهديدا للجسم فيهاجمه مما يتسبب في إلتهاب على مستوى سطح الأمعاء الدقيقة الأمر ما يعطّل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية من الأطعمة.
ويمكن لمرض الأبطن أن يصيب الأطفال والكهول على حد السّواء، لكن تتضاعف احتمالية الإصابة به لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية على غرار داء السكري من نوع 1 وأمراض الغدة الدرقية والتثلّث الصبغي 21، مشيرة إلى أن إحتمالية الإصابة بهذا المرض تتضاعف أكثر من عشر مرّات عندما يورث من الأقارب من الدّرجة الأولى.
ومن جانبه بين رئيس الجمعية التونسية لمرضى الأبطن، منجي بن حريز، أن الجمعية تعمل في حدود الإمكانيات المتوفرة على مساعدة مرضى الأبطن عبر تقديم مساعدات عينية لفائدة العائلات المعوزة المصابين بهذا المرض وتنظيم ورشات تدريبية وتكوينية في مجال صنع الأطباق الخالية من الغلوتين وكتب تحتوي على العديد من أنواع الوصفات الخاصة بها وتوفير مطويات فضلا عن دعم أصحاب المخابز المختصين في إعداد المعجّنات والمرطبات الخالية من الغلوتين.
وبين أن الجمعية لازالت تبذل جهودا لحثّ الصندوق الوطني للتأمين على المرض على التكفّل بمصاريف توفير الأغذية للمصابين بمرض الأبطن بطريقة دورية ومجانية، خاصة وأن تكاليفها باهضة جدّا وغير متوفّرة في الأسواق بالكميات المطلوبة.
وقدّر بن حريز، أن 100 ألف تونسي مصابون بمرض الأبطن، 30 ألفا فقط قاموا بتشخيص إصابتهم في حين يجهل البقية إصابتهم بهذا المرض، داعيا جميع من تظهر عليه علامات المرض السالف ذكرها إلى القيام بالتشخيص اللازم عبر القيام بتحاليل للدم والفحص بالمنظار وتحليل عينات من الأمعاء.
ويشار إلى أنه قد تم خلال هذه التظاهرة انتخاب الهيئة التنفيذية الجديدة للجمعية.