أسدل الستار مساء الأحد على فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان المدينة بتونس بعرض فني موسيقي يحمل عنوان « هاملين » لمجموعة شبابية بقيادة علي الجزيري نجل الفنان فاضل الجزيري.
العرض يحمل عنوان إحدى الأغاني التي تم تقديمها في برنامج سهرة حملت جمهور المسرح البلدي، الذي كان جلّه من الشباب، في رحلة بعيدة عن السائد والمألوف من خلال مزج ايقاعات الروك والبوب بإيقاعات الموسيقى الشعبية والتراث الموسيقي التونسي فحضرت أغاني « بجاه الله يا حب اسمعني » ولمتى نرجى فيك » و »فارس بغداد » ولكن بإيقاعات شبابية كشفت عن طاقات صوتية هائلة لعلي الجزيري الذي غنى على مدى ساعة ونصف وكان يتنقل في العزف ببراعة بين الالات الموسيقية من القيتارة الى البيانو الى القيتارة الالكترونية، تحت أنظار والده الفنان فاضل الجزيري مخرج العرض الذي كان طوال السهرة يتابع تنفيذ أدق التفاصيل فكانت الأضواء متجانسة مع مضمون العرض لكنه لم يخل من بعض الاخلالات التقنية على مستوى الصوت.
عرض البارحة كان فيه الفنان علي الجزيري مرفوقا باثني عشر عنصرا منهم مغنيان اثنان وعشر عازفين (منهم 2 فتيات) على الات موسيقية متنوعة منها الوترية والايقاعية والآلات الغربية فحضر العود والقيتارة الالكترونية مع الطبل والدربوكة والبندير إلى جانب الباتري والتشيلو والبيانو.
العرض فيه « تخميرة » من نوع خاص لشاب تتلمذ على يدي مدرسة صاحب « الحضرة » لكنه اختار أن ينحت لنفسه مسارا خاصا لا يرتبط فيه بقيود او قواعد متعارف عليها في كلاسيكيات الفن فقدم الى جانب الأغاني المذكورة، مجموعة من المعزوفات الأخرى والاغاني الشبابية الخاصة منها أغنية مهداة إلى روح أخيه عمر الذي توفي سنة 2014 في حادث أثناء تصوير فيلم، قبل أن يختتم السهرة بأغنية « بني وطني » وهي ليست تلك التي تغنت بها الفنانة الراحلة علية بل تختلف كلماتها إذ تتضمن نقدا للمجتمع وللمسؤولين السياسيين وتحمل دعوة الى التحرر والانعتاق من كل القيود.
دورة رمضان 2018 من مهرجان المدينة التي كانت انطلقت يوم 19 ماي تضمنت عروضا موسيقية متنوعة تعكس حرص المنظمين على الاستجابة لمختلف الأذواق، لكن رغم تفاعل الشباب الحاضر في المسرح البلدي مساء الأحد في السهرة الختامية، فقد غادر البعض القاعة قبل انتهاء العرض بسبب عدم القدرة على تحمل حرارة الطقس محتجين على عدم تشغيل المكيف واعتبر البعض الآخر أنه كان من الأفضل لو تمت برمجة هذا العرض الشبابي خلال بقية أيام المهرجان قائلين في تصريحات متطابقة « كنا نفضل لو أن عرض نادي الفارابي للطرب الأصيل الذي أقيم مساء السبت خصص لسهرة الاختتام حتى تكون البرمجة وفية لطابع مهرجان المدينة والأجواء الرمضانية ».