تابع رواد مهرجان عز الدين قنون للمسرح في دورته الأولى العمل المسرحي « ليلة القتلة » للمخرج نادر بلعيد، وهو عرض يتنزّل ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، تمّ تقديمه مساء الثلاثاء بقاعة الريو بالعاصمة.
وشارك في هذا العمل، المقتبس عن « رسالة إلى الشيطان عن ليلة القتلة » للكاتب الكوبي « خوزيه تريانا »، الممثلون أنس الهمامي وضياء المالكي وأسامة غلام ونضال بن فرج.
تمت كتابته وفق مبدأ التكرار في النص والوضعيات والحركات.
الركح في مسرحية « ليلة القتلة » هو مسرح جريمة من صنع الأبناء وهم يمثّلون وقائع اغتيال والدهم. وتمّ تجسيد صورة الأب في شكل عروس من الخشب من صُنعهم وتمّ وضعها على هيئة كرسي. وتحمل صورة الأب في المسرحية عديد المقاصد أهمها أنه يرمز إلى السلطة لا بمعناها السياسي فحسب، وإنما تتعدّى ذلك إلى المعنى الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
يبدو الأبناء في حالة من الكبت والاضطهاد مع انطلاق المسرحية، لكن مع تطوّر الأحداث، تتجلى مظاهر الاشتباك اللغوي بين الشخصيات، فتكشف عن قسوة الأب وغطرسته وديكتاتوريته.
يرمز مسرح الجريمة إلى كيان الأبناء المهتزّ والآيل للسقوط، ولكنهم? ?يعتادون على تمثيل الجريمة التي? ?تسكن مخيلتهم، والتي أصبحت فيما بعد منفذهم الوحيد للتنفيس عن معاناتهم فيقومون كل ليلة بتمثيل أطوار الجريمة التي? ?يتمنون وقوعها حقيقة.
ولا يقتصر الأبناء على تمثيل الجريمة فحسب، بل يرصدون كذلك ردود أفعالهم، وما? ?يمكن أن? ينجرّ عنها.
في مسرحية « ليلة القتلة » مفارقة كبرى بين المؤمل والحاصل، فالمؤمّل أن العروس الخشبية هي من صنع الأبناء وكان في مقدورهم التحكّم فيها وتطويعها، لكن الحاصل أن ما صنعوه أصبحوا تحت سلطته.
وقد أراد المخرج من خلال هذا الموقف التأكيد على أن المحكوم هو من يصنع الديكتاتورية وهو من يعيد صنعها، وفي ذلك إشارة ضمنية إلى إعادة انتخابها من جديد.