استؤنفت حركة المرور على الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي دوز وقبلي بعد تعطلها لأكثر من 3 ساعات جراء ارتفاع منسوب مياه وادي المالح المحاذي لضيعة ستيل بمنطقة جمنة من معتمدية قبلي الجنوبية بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت طيلة الليلة الفارطة على عدد من مناطق الولاية وخاصة منها صحراء الظاهر.
وعبّر عدد من المواطنين الذين تحولوا لمشاهدة سيلان المياه بهذا الوادي، في تصريحات « لوات »، عن استبشارهم بهذه الأمطار الشتوية لدورها الهام في إنجاح الموسم الفلاحي باعتبارها ستساهم في ري الغطاء النباتي بالمراعي الصحراوية التي قصدها مئات الرعاة هذه السنة خاصة عقب الأمطار الخريفية التي شهدتها أغلب ربوع الولاية في شهر سبتمبر من العام الماضي.
وأكدوا أن هذه الأمطار ستسقي الزرع بأراضي الحراثة، ذلك أن الكثير من الاهالي قد عادوا لحراثة أراضيهم بالصحراء عقب الامطار الخريفية، مشيرين الى الانعكاس الأهم لهذه الامطار على واحات النخيل باعتبارها ستساهم في غسل اشجار النخيل بعد فروغ كافة الفلاحين من موسم جمع الصابة وتوجههم لخدمة الارض، وهو ما سيساعد في القضاء على افة عنكبوتة الغبار التي تمر خلال هذه الفترة بمرحلة من السبات الشتوي والتحضير للتبييض والتكاثر بين ألياف اشجار النخيل وفي بقايا طلع عراجين الموسم الماضي أو ما يسميه الفلاحون بالغلاش.
من ناحيتهم، عبّر فلاحو الجهة عن استبشارهم بهذه الامطار التي تهاطلت في وقتها، وفق تأكيدهم، ما ساهم في سيلان الكثير من الاودية على غرار وادي المالح، وامتلاء عدد من الفسقيات بالصحراء والتي تمثل نقاطا حياتية للرعاة الموجودين هذه السنة بكثرة في اراضي الظاهر، مشيرين الى الدور الهام لهذه الامطار في تغذية المائدة المائية والحد من تكاثر الآفات والأمراض بالواحات.
من جهته، أكد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بقبلي الشمالية، علي مرابط، في تصريح لوكالة « وات » أن هذه الامطار نافعة جدا خاصة وأنها قد هطلت في المرحلة التي يجب على الفلاحين التدخل فيها للقيام بالمداواة الوقائية ضد آفة عنكبوتة الغبار، والتي قد لا يتمكن الكثير منهم من القيام بها جراء تراجع مداخيلهم بسبب تضرر صابة تمور الموسم الماضي.
وأشار إلى الدور الهام لهذه الأمطار في تكثيف الغطاء النباتي بمراعي الظاهر، وفي ري لأراضي الحراثة فضلا عن دورها في تثبيت التربةـ وغسل الاشجار والنباتات، والحد من الافات والامراض، علاوة على ملء نقاط المياه بالصحراء وتلطيف الطقس.
