بدعم من صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني بوزارة الشؤون الثقافية، صدر عن مجمع الأطرش لنشر الكتاب المختص وتوزيعه، مؤلف جماعي باللغة الفرنسية يحمل عنوان « مائة كتاب تونسي » بإشراف كمال بن وناس وشعبان الحرباوي. وقد تضمن 64 كتابا بالعربية و36 كتابا بالفرنسية صدرت بين القرن الثاني والقرن الحادي والعشرين.
وتولى التعريف بالكتب المختارة في هذا الإصدار، الوارد في 214 صفحة من الحجم الكبير، كوكبة من الجامعيين والباحثين المختصين في التراث الأدبي والنقد الأدبي والنقد السينمائي وهم عادل بن يوسف وأحمد محفوظ وأمينة شنيق وشعبان الحرباوي وعصام مرزوقي وكمال بن وناس وصالح الغربي ويونس بن حجرية، وهو المنسق العام لهذا العمل الجماعي.
وبعيدا عن الانتقاء التفاضلي، أو الانتقاء الهادف إلى تسابق من أجل نيل جائزة ما، يوضح المشرفان على الكتاب، في مقدمة الإصدار أن هذا الاختيار يتسم بطابع الذاتية أكيد، ولكنه لا يقلل من قيمة الكتب غير المذكورة شيئا، فقد أراد المشاركون فيه أن يقدموا للقراء مختارات من أهم الأعمال التي تعرّف بشكل أو بآخر بالهوية التونسية من خلال المراجع الصادرة منذ القرن الثاني إلى اليوم، وذلك سواء بشكل مباشر أو ضمني، وبطريقة جدية أو هزلية.
فقد تم اختيار المائة كتاب من مجموعة قائمة أولية موسعة ضمت 1253 كتابا من تخصصات متنوعة. وقد حرص المشرفان على هذا المؤلف الجماعي، على أن تتميز الكتب المختارة بوجود تقاطعات تربط بينها، وخيط ناظم يعكس استمرارية في التاريخ، من حيث نمط العيش في تونس والتاريخ الاجتماعي والسياسي لبلادنا وفق رؤية الكتاب والمؤلفين أصحاب هذه الإصدارات.
وقد تنوعت عناوين الكتب الواردة في هذا المؤلف والتي كانت ولا تزال ذات أهمية كبرى رغم مر عصور على إصدارها، بدءا من كتب الباه القديمة، مرورا بالدراسات الاجتماعية الثقافية والكتب التاريخية والروايات والقصص وغيرها من أجناس الكتابة.
وقد تم ترتيب الكتب وفق تواريخ صدورها، حيث يطالع القارئ في هذا المؤلف الذي خصص أصحابه صفحة للتعريف بالكتاب وأخرى للتعريف بصاحبه، ملخصا لهذه الإصدارات المختارة منها روايات صدرت في أزمنة مختلفة بدءا ب »الحمار الذهبي » لأبوليوس مرورا ب »الدقلة في عراجينها » للبشير خريف و »السد » لمحمود المسعدي و »محاكمة كلب » لعبد الجبار العش، و »ليلة السنوات العشر » لمحمد صالح الجابري.
ومن العناوين الأخرى « في انتظار الحياة » لكمال الزغباني و »عام الفزوع 1864″ لحسنين بن عمو و »قيامة الحشاشين » للروائي الهادي التيمومي و »نازلة دار الأكابر » لأميرة غنيم و »تفاصيل صغيرة » لنورالدين العلوي، و »زهرة الصبار » لعلياء التابعي و »بروموسبور » لحسن بن عثمان و »روائح ماري كلير » للحبيب السالمي وأشواك وياسمين » لحسونة المصباحي و »تماس » لعروسية النالوتي و »روائح المدينة » لحسين الواد و »وراء السراب…قليلا » لابراهيم الدرغوثي و « le chat et le scalpel » لسفيان بن فرحات و »أحلام ليلى الضائعة » (بالفرنسية) لمحمد حرم و »تارمينوس انفينيتيف » (بالفرنسية) لسمير مخلوف وغيرها من الإصدارات منها كتب في المسرح وأخرى في السينما ، فضلا عن عديد المؤلفات الأخرى الصادرة بالفرنسية لكل من عزة الفيلالي وهالة الباجي وعبد الوهاب المدب وصالح القرمادي وآمنة بلحاج يحيى وجلبار نقاش وعلي بشر ومحمد الشرفي وجون فونتان وعبد الوهاب بوحديبة وفريد غازي وجليلة حفصية ومحمد الطالبي وألبا رممي وبول صباغ وغيرهم.
كما يطالع القراء عناوين مجموعات قصصية لكل من نافلة ذهب وعلي الدوعاجي.
ومن أبرز العناوين الواردة أيضا في الكتاب « حيرة مسلمة » لألفة يوسف و »هل قرأنا القرآن أم على قلوب أقفالها (بالفرنسية) ليوسف الصديق، و »كيف صار التونسيون تونسيين » للمؤرخ الهادي التيمومي و »الفتنة الكبرى » (بالفرنسية) لهشام جعيط و »التنوير والثورة » لمحمد الحداد و »أخبار المناقب في المعجزة والكرامة والتاريخ » للطفي عيسى و »الدولة والمسألة الثقافية » للمنصف وناس وغيرها.
ولم يغفل المؤلفون عن انتقاء مجموعة من الدواوين الشعرية لكل من محمد الصغير أولاد أحمد ومحمد الغزي وأبي القاسم الشابي ومنور صمادح وغيرهم.
وتضمن المؤلف مجموعة إصدارات تصنف ضمن أمهات الكتب منها « المقدمة » لابن خلدون و »إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان » لابن أبي الضياف و »أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك » لخير الدين باشا و »التحرير والتنوير » لمحمد الطاهر بن عاشور و »كتاب العمر » لحسن حسني عبد الوهاب وغيرها من العناوين.