قال احمد الغضباني ، محافظ مستشار التراث بوكالة إحياء التّراث والتنمية الثقافيّة ان إدراج الموقع الأثري الروماني بسبيطلة في ولاية القصرين ضمن القائمة النهائية لمواقع التراث العالمي لليونسكو ، يتطلب تدابير مهمة جدا ، خاصة المتعلقة منها بالعناية بالموقع وتثمينه من خلال التعريف به ،وتكثيف الأنشطة والتظاهرات الثقافية والتراثية والبحث عن اوجه الطرافة التي تميزه ، سيما وان ذلك يعد من الشروط الأساسية للتصنيف ضمن قائمة اليونسكو
وبين غضباني في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن تثمين الموقع الأثري بسبيطلة يكون عن طريق المختصين والعلماء والباحثين في المجال ، مضيفا أن من التدابير الأخرى المطلوبة لادراج هذا الموقع التاريخي ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو ، تكثيف أعمال الصيانة وتكثيف الحفريات مع حمايتها بالتعاون مع الجمعيات المدنية ،والجمعيات الناشطة في الحقل الثقافي والتراثي ،وبلدية سبيطلة السياحية ،والسلط الجهوية والمحلية ،إلى جانب الاعتناء بجمالية مدينة سبيطلة ، والإهتمام بالمحيط البشري والسكني للموقع
ويحتضن الموقع الأثري الروماني بسبيطلة المعابد الثلاثة للديانة الوثنية التي تعرف ب « الكابتول » ، كما يضم روائع أثرية كقوس النصر ، و منازل رومانية وحمامات استعملت إلى غاية القرن السادس ميلادي، مع مسارح وحنفيات وخزانات ماء ومحلات تجارية ، ومعاصر زيت زيتون وسوق عمومية وشبكة قنوات صنعت من الفخار مازالت إلى اليوم في حالة جيّدة ،الى جانب شبكة صرف صحي متطورة
وقد مر أكثر من سنتين على ادراج هذا الموقع التاريخي والحضاري في القائمة التمهيدية ،وأكثر من ثلاث سنوات على تقديم الملف لتسجيله ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو ،علما وأن تصنيفه من شأنه ان يجعل هذا الموقع ذي مردودية مالية وثقافية وعلمية كبرى ،فضلا عن المساهمة في تواصل الحفريات ، سيما وانه تم اكتشاف ثلثي المدينة الرومانية فقط ،ولا تزال بقية المعالم مطمورة في المنطقة الواقعة خلف « الكابيتول » التي تضم العديد من المعالم كالمسرح الدائري
الموقع الأثري الروماني بسبيطلة هو عبارة عن أطلالٍ لمدينة رومانية قديمة كانت مزدهرة في القرون الأولى من الألفية السابقة ، وعرفت باسم » سوفيتولا « ، كانت تعدّ 11 ألف ساكن في الفترة الرومانية ،و كانت تمثّل قاعدة عسكرية ذات أهمية استراتيجية بالغة للرومان ، حيث كانت تحمي مستعمراتهم في سواحل شمال إفريقيا من خطر القبائل التي تقيم في المناطق الواقعة بين الأراضي الخصبة (التي استولى عليها الرومان) والأراضي الجافّة والجبلية