« نسانا عالركح » مولود ثقافي جديد جاء ليثري المشهد الثقافي والفني بمدينة مدنين وخاصة منه المسرحي، وهو تظاهرة فنية تتنزل في إطار القطع مع عقلية إقصاء المرأة من الفنون بكل أشكالها وتكبيلها بأحكام أخلاقية مسبقة قاسية عليها وتسعى إلى إرساء صورة مغايرة للسائد، « صورة لامرأة فنانة تستطيع أن تبدع وتتألق وأن تنحت لنفسها موقعا ومكانة قادرة على أن تجلب لها الاحترام والتقدير والشهرة والنجاح » وفق مديرة الدورة حفيظة لمين.
انطلقت تظاهرة « نسانا عالركح » التي بادرت بتنظيمها جمعية موزاييك مساء أمس الجمعة بعرض فرجوي موسيقي وتكريم لنساء أثبتن وجودهن على الساحة الفنية وتألقن فذاع صيتهن جهويا ووطنيا وحتى عربيا ودوليا، أمثال فاطمة سعيدان فكن شهادات نجاح في مجالهن الفني .
واختار القائمون على هذه التظاهرة تخصيص دورتها الأولى لتناول موضوع « المرأة والمسرح في الجنوب » بهدف بحث رؤية المجتمع للمرأة الفنانة، كما اختاروا « الغوص في الممنوعات أو المحظورات وفق حفيظة لمين التي أشارت أيضا إلى اهتمام هذه الدورة كذلك بالجسد والصوت في ورشات عمل ستطرح مسائل المسرح العلاجي ومسرح العرائس.
وستمثل هذه الدورة مناسبة لتقدم على مدى ثلاثة أيام مجموعة من العروض الفنية الموسيقية والمسرحية سيحتضنها المركب الثقافي بمدنين، وفضاءات خارجية أخرى حتى تدخل حركيّة وتنشيطا للمدينة تزامنا مع العطلة المدرسية. ومن هذه العروض « جموح » إنتاج المسرحي ابن الجهة خالد لملوم سيعرض لأول مرة، وعرض آخر بعنوان « ليس بعد » وعرض « لو » من انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالقيروان.
ورغم ما يوحيه عنوان التظاهرة من خصوصية، الا انها لم تختر الاقصاء بل شركت الرجال فأثثوا كثيرا من فقراتها واعتلوا الركح جنبا لجنب مع المرأة في رسالة واضحة مفادها أن الفن للجميع دون حواجز أو قيود جنسية او جهوية او غيرها وفق المسرحي خالد لملوم.