افتتحت مساء أمس السبت بمسرح الزين الصافي بقليبية فعاليات الدورة 37 من مهرجان قليبية للسينمائيين الهواة.
ودعا مدير المهرجان وزارة الشؤون الثقافية، عادل عبيد، إلى العودة إلى التمويل المباشر للمهرجانات منددا بثقل الإجراءات الإدارية الناتجة عن التمويل غير المباشر الذي يتم خلاله التعامل مع المهرجانات على أنها مؤسسات على حد تعبيره.
وتحدث مدير المهرجان في كلمته الافتتاحية عن أهمية حدث الاحتفال بستينية تأسيس هذا المهرجان الذي تواصل كل هذه السنوات رغم ضعف الدعم الذي يتلقاه قائلا » إن الثقافة اليوم تحتل المرتبة الأخيرة في سلم اهتمامات المسؤولين ».
وأثناء تقديمه لسهرة الافتتاح ثمن الصحفي وعضو الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة حبيب الطرابلسي مجهودات بنات وأبناء الجامعة ونوادي السينما التابعة لها الذين لولا وجودهم لما صمد المهرجان 60 سنة، مثنيا على جهود أعضاء نادي قليبية للسينما الذين رغم عدم امتلاكهم لمقر إلا أنهم حريصون ومساهمون بشكل فعال في تنظيم المهرجان.
وقد انطلقت فعاليات الافتتاح بتكريم لروح الفنان الراحل ياسر جرادي الذي كان من المبرمج أن يحيي هذه الأمسية، وقد تم تكريمه من خلال وضع قيثارته على المسرح أين عُرض خلفها فيديو قصير يوثق تجربته في التجول في كامل تراب الجمهورية على دراجته وقد أُرفق الفيديو بمجموعة من أغاني ياسر على غرار « ديما ديما « و « شبيكي نسيتيني » و « نسمع فيه يغني ». كما قدمت ابنة أخته كلمة بالمناسبة ذكرت فيها بأن هذا المهرجان كان نقطة انطلاق جرادي في عالم الفن.
وينتظم المهرجان هذه السنة تحت شعار « أنقذوا غزة » وفي هذا السياق شاركت نرجس عياد في تظاهرة الافتتاح بصفتها ممثلة عن مهرجان القدس السينمائي الدولي الذي انعقد مؤخرا، من 25 إلى 29 جويلية 2024 في دورة استثنائية تحت شعار « مبدعون رغم اللجوء » ، وقد تلت على مسامع الجمهور فحوى رسالة وجهها مدير المهرجان عز الدين شلح الذي لم يتمكن من الحضور بسبب ظروف الحرب وقد حملت في مضمونها تحية للمهرجان وللقائمين عليه أملا أن تقام الدورة القادمة وفلسطين تنعم بالاستقلال.
ثم قدمت بسطة عن الصعوبات التي اعترضت تنظيم المهرجان من ذلك قصف القاعات المخصصة للعرض والمباني التي توجد فيها الأدوات التقنية لاحيائه ومع ذلك تم تنظيمه في مخيمات اللاجئين.
وتابع الحاضرون اثر ذلك عرض فيديو يوثق تجربة المهرجان في الخيام افتتحتها كلمة لمدير مهرجان القدس أشار فيها إلى أن تمسك الفلسطينيين بالثقافة هو تعبير عن مواجهتهم للموت بالحياة.
وضمن هذه المجهودات الرامية إلى مساندة القضية الفلسطينية، خصصت الومضة الرسمية لمهرجان قليبية للسينمائيين الهواة لتوثيق دعم المهرجان لفلسطين منذ تأسيسه الى اليوم من خلال مقولة كتبت في ختام الومضة وهي » 60 سنة نحمل الكاميرا سلاحا وشاهدة على قضايانا ».
وقد ختمت فعاليات الافتتاح بعرض الفيلم الوثائقي « رحلة إلى غزة » للمخرج الايطالي بيارو اوزبرتي الذي يوثق من خلاله تفاصيل زيارته لغزة.
وللإشارة فإن مهرجان قليبية للسينمائيين الهواة ينتظم من 17 إلى 24 أوت الجاري ويضم ثلاث مسابقات وهي مسابقة الأفلام الوطنية ومسابقة الأفلام الدولية ومسابقة السيناريوهات والصورة كما يتضمن البرنامج عديد الندوات واللقاءات الحوارية فضلا عن حصص مناقشة الافلام المعروضة.