سجّلت مسابقة أيام قرطاج الموسيقية الخاصة بالموسيقى الشعبية التونسية، مشاركة خمس فرق موسيقية قدّمت لوحات فنية أبرزت ثراء الموروث التونسي وتنوعه، وجذّرت الانتماء إلى ربوع هذا الوطن.
أول العروض المدرجة ضمن هذه المسابقة التي احتضنها مسرح الجهات بمدينة الثقافة مساء الثلاثاء، حمل عنوان « جربة حكاية »، تابع خلالها الجمهور الحاضر بأعداد متوسطة، تفاصيل الحياة التقليدية في جزيرة جربة، انطلاقا من الأزياء والحلي الذي تتزين به المرأة في حفلات الأعراس والمناسبات السعيدة والمحفل الجربي. وتضمن العرض أيضا قراءات للشعر الشعبي ورقصة « بو سعدية »، وذلك للدلالة على أن جربة هي ملتقى الثقافات ومكان للتعايش السلمي وللوحدة المجتمعية بعيدا عن التمييز.
واختارت المجموعة الثانية التي قدمت عرضا بعنوان « بانوراما الأصوات والإيقاعات »، إبراز العادات والتقاليد لجهات الجنوب الشرقي (قابس، مدنين وتطاوين)، وترجم العرض عمق الحياة البدوية الصحراوية حيث الترحال من مكان لآخر بحثا عن الكلإ، وكفاح الإنسان وتشبثه بالحياة في عمق الصحراء رغم قسوتها. وهذه المعاناة ترجمتها أصوات غير مفهومة شبيهة باللهجة الأمازيغية، صاحبتها إيقاعات على آلات إيقاعية ونفخية.
وتابع الحاضرون عرضا بعنوان « ولاّدة » قدمته مجموعة متكونة من 23 عنصرا منهم ما لا يقلّ عن 15 طفلا. وأدّت هذه الفرقة ثلاث أغانٍ من كلمات وألحان الفنان مراد التومي، هي « البيّة » و »حرة » و »المثنية » التي تغنى فيها بمدينة سليمان (ولاية نابل).
وحمل العرض الرابع، ضمن هذه المسابقة، عنوان « رقش » وهو من إعداد عازف الإيقاع إبراهيم البهلول وتنفيذ فرقة موسيقية من الكاف. و »الرقش » تعني الألوان والزينة والزخرفة. وفي هذا العرض قدّمت المجموعة مقتطفات من الإيقاعات الموسيقية التي تشتهر بها جهة الكاف ومناطق الشمال الشرقي بشكل عام. وأُضيف للعرض الموسيقي لوحات عن نمط الحياة الريفية في الكاف وعن العادات والتقاليد في ربوع هذه الجهة.
واختتمت هذه المسابقة المخصّصة للموسيقى الشعبية التونسية، بعرض صوفي حمل عنوان « حضرة تونس الأعماق »، أدّت خلاله المجموعة « مدح الرسول » و »خديم الصلاح » تغنّت فيه بالأولياء الصالحين، بالإضافة إلى نماذج أخرى من الطرق الصوفية كالعيساوية والعلوية.
اختلفت أنماط الموسيقى التونسية الشعبية المقدّمة ضمن هذه المسابقة. وحلّ المشاركون من أقاليم مختلفة منها العاصمة والوطن القبلي والشمال الغربي والجنوب الشرقي، وفي هذا الجانب إبراز لثراء المخزون الموسيقي الشعبي التونسي وترجمة للتنوع الثقافي بالبلاد.