بدا حضور الكتاب التونسي محتشما جدا في معرض الشارقة الدولي للكتاب (2 – 13 نوفمبر 2022) والذي يعتبر أحد أهم المعارض الدولية في سوق الكتاب.
وغاب عن معرض الشارقة هذا العام جناح اتحاد الناشرين التونسيين الذي يعرض عادة مجموعة من الكتب المتنوعة الصادرة عن دور النشر التونسية. وقد برّر رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد رياض بن عبد الرزاق هذا الغياب بالقول، إن « لا أحد من دور النشر الأعضاء تطوع للإشراف على هذا الجناح ». ثم تابع حديثه: « هذا الغياب له علاقة أيضا بمقاطعة اتحاد الناشرين التونسيين لوزارة الشؤون الثقافية »، دون أن يوضح أيّ علاقة تربط غياب الاتحاد عن المعرض ومقاطعته للوزارة.
ومقابل غياب اتحاد الناشرين التونسيين، عن هذا المعرض، كما غاب موفى الشهر الماضي عن معرض الكتاب بالرياض الذي كانت فيه تونس ضيف شرف، سجلت خمس دور نشر تونسية حضورها في هذا المعرض كما دأبت على ذلك منذ سنوات، وهي الدار المتوسطية للنشر ودار مسكلياني ودار المالكية للطباعة والنشر والتوزيع ومجمع الأطرش للكتاب المختص ودار صامد للنشر والتوزيع. وتعرض دور النشر التونسية المشاركة ما يناهز 700 عنوان جديد بين أعمال روائية وبحوث ودراسات وكتب فقهية وتاريخية.
وتحدّث مدير عام دار صامد للنشر والتوزيع ناجي مرزوق لوكالة تونس افريقيا للأنباء عن مشاركته السادسة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، لافتا إلى أن الإصدارات التونسية تحظى باهتمام القراء العرب لا سيما في ما يتعلق بالبحوث والدراسات والفلسفة. وفسر تراجع حضور الكتاب التونسي بعدة عوامل أبرزها انحدار قيمة الدينار التونسي وارتفاع تكاليف شحن الكتب التي تتم عبر مسارات منها لبنان، « حيث لا يوجد شحن مباشر للكتب من تونس نحو بلد العرض وإلا لكانت التكاليف أقل ».
وتحدّث أيضا عن تراجع دور الدولة ممثلة، في وزارة الشؤون الثقافية، عن دعم الناشرين وعدم سعيها لمساعدة الناشرين على الحصول على تسهيلات للعرض خارج حدود الوطن. واعتبر أن تدخل الوزارة ضروري للترويج للثقافة التونسية والأدب التونسي الذي يحظى بإعجاب القراء العرب لا سيما منهم النقاد، معتبرا أن « الوزارة تخلت عن مهمتها في إسناد الناشرين ».
وأكد على أن الكتاب التونسي يتميز بجودته لا سيما على مستوى المضامين، « وما على الدولة إلا القيام بواجباتها في إسناد الكتاب ».
وعبّر ناجي مرزوق عن استيائه لغياب اتحاد الناشرين التونسيين، حيث كان جناحه جامعا لعدد من دور النشر التي لا تقدر على تحمل عبء الشحن وتسويغ الأجنحة.
وتجدر الإشارة إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يستضيف في دورته الحادية والأربعين 95 دولة من ضمنها إيطاليا ضيف شرف. كما تشارك في المعرض 1298 دار نشر عربية و915 أجنبية، وينظم المعرض 123عرضاً فنياً، يقدمها 22 مشاركاً من 8 دول، منها 6 برامج جديدة تقام لأول مرة، إضافة إلى أكثر من 30 فعالية مخصصة لأبرز طهاة المنطقة والعالم.
ويشارك في فعاليات المعرض 150 من كبار الكُتَّاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب من 15 دولة من بينها تونس، يقدمون 1500 فعالية وجلسة حوارية متنوعة، منها 200 فعالية ثقافية تضم جلسات وقراءات وورش عمل، وخطابات حول تجاربهم الإبداعية في مختلف أنواع المعارف والتأليف.