تلتئم صباح غد السبت بمعهد تونس للترجمة بمدينة الثقافة الدورة الثانية لملتقى توفيق بكار للتربية والثقافة والإبداع الذي تنظمه الجمعية التونسية للتربية والثقافة.
وبعد أن خصصت الدورة الأولى لبحث مسألة « الحداثة التونسية بين الحربية »، اختار القائمون على هذا الملتقى الذي يحمل اسم علم من أعلام النقد الأدبي في تونس، توفيق بكار (1927-2017)، محور « النقد والإبداع : أية علاقة ؟ » موضوعا رئيسيا لدورة العام الحالي.
ولتسليط الضوء على هذه المسألة سيقدم عدد من المثقفين والجامعيين اللامعين مقارباتهم بهذا الخصوص وهم محمد القاضي وحمادي صمود ومبروك المناعي وصالح بن رمضان وحمادي بن جابالله ومحمد صلاح الدين الشريف وفاطمة الأخضر وهند السوداني.
ووفق الأستاذ رضا الكشتبان رئيس الجمعيّة التّونسية للتّربية و الثّقافة يأتي تنظيم هذا الملتقى وفاء لروح المبدع الراحل توفيق بكار و تخليدا لما قدمه من جليل الأعمال للمجتمع و الثّقافة التّونسية، و »تحيّة من الجمعية التّي كثيرا ما ساندها الأستاذ بكّار منذ تأسيسها سنة 2012 و دعّمها ترسيخا للعمل الثّقافي الأصيل و دفعا للشباب التّوّاق للمعرفة و الابداع ».
وأوضح أن هذا الملتقى السنوي يطرح في كل دورة مسألة تتّصل بالتربية والثّقافة والإبداع، وتكون مجالات النشاط فيه حول قطبين : الأول يخصّ المسألة النّقدية والثّاني يرتبط بقراءات الشباب النّقدية بمساهمة وزارة الشؤون الثقافية .
وفي حديثه عن الراحل توفيق بكار شدّد على أنه « المعلّم الذي علّم الأجيال، وهو الناقد الذي ركّز المناهج ونشر الذوق، وهو الجامعيّ الذي أخرج المعرفة إلى الشارع، وغيّر من وجه الثقافة » مضيفا « لنقل هو الفنان في درسه والفنان في نقده والفنان في وقفته ونظرته وابتسامته. هو رجل حاضر لا يغيب، إلا كما تغيب الرموز لتسمو بما هي رمز له ».
وحول موضوع الدورة الحالية جاء في الورقة التقديمية للملتقى، « قد يذهب في الوهم أنّ الإبداع رهن للنّقد وقد يُغري القول بأنّ النّقد يرسلُ المعيار يحَاصر الإبداع بالسّنن ويُكره المنشئين على اتباع الطرائق والجاهز والطرازيّ وما يطّرد على الأحكام، وما الأمر عندَ التّحقيق كذلك، فإنّ الإبداع لحظة تَمرّد وانعتاق. وسعي دائم إلى العُدول، على الاختلاف والتنوّع تتأسّس هويّته، فَلا يكتب المبدِعون على مقاس النظريّات النقديّة الموضوعة ».