تنظم جمعية أحباء دار الثقافة بحامة الجريد من 29 وإلى غاية 1 ديسمبر مهرجان الخط العربي بالجريد في دورته الرابعة بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر من خلال فعاليات تركز بالخصوص على الورشات التكوينية الموجهة للناشئة سواء في فضاء دار الثقافة حامة الجريد أو بالانتقال إلى المدارس الابتدائية.
وافتتح المهرجان صباح الجمعة بندوة فكرية حول خصوصيات الخط العربي وتنوع أنماطه ومدارسه كما خصص اليوم الافتتاحي فترة ما بعد الظهر للورشات الفنية والتكوينية في فضاء دار الثقافة حامة الجريد وذلك بإشراف مجموعة من الخطاطين والفنانين التشكيليين أصيلي جهة الجريد عبر انجاز مجموعة من الرسومات بالخط العربي على محامل مختلفة على غرار الجلد والمظلات والقماش وغيرها وفق ماجد عشاش رئيس الجمعية.
على أن تنتقل الورشات التكوينية إلى المدارس الابتدائية الثلاث في حامة الجريد وفق المصدر ذاته من أجل نقل قواعد الخط العربي وأنواع الخطوط وخاصية كل نمط منها وعلى غرار الدورات السابقة يهدي المهرجان مدينة حامة الجريد مجسما فنيا بالرخام وهو عبارة عن كتاب مفتوح نقشت عليه أبيات من شعر الشابي ويركز في ساحة وسط المدينة.
وبين كذلك أن الدورة الجديدة من المهرجان وفي إطار سعيها لنشر الخط العربي وتعميمه قامت بتزويق مظلات بالخط العربي ويتم في اختتام المهرجان تعليقها في أحد الأنهج لتزين المدينة وتضفي عليها طابعا جماليا.
ويشارك في المهرجان خطاطون من الجهة وهم أيمن النبيلي ووليد الشريف وهشام بن عثمان وقصي الرصاوي وفنحي داسي ونجيب هميلة إضافة إلى مشاركة من ولاية بنزرت للخطاط وهبي البجاوي.
وقد أشار في هذا السياق نجيب هميلة أحد الفنانين التشكيليين المشاركين إلى أنه يعتمد بشكل أساسي الخط المغربي والخط التونسي (الحفصي) لما يتميزان به من جمالية وميله إليهما وفق تقديره موضحا لوات أنه يشارك لهدف أساسي وهو تهيئة الناشئة في تعلم الخط العربي وتحسين قدراتهم في الكتابة بما ينعكس على دراستهم معتبرا المهرجان فرصة للتعرف على تجارب خطاطين وأخذ المشعل عنهم لافتا إلى التحول للمدارس الابتدائية تجربة جيدة لتعلم الخط.
وتعتبر جهة الجريد من الجهات التي تتميز باستعمال عريق للخط العربي وفق الخطاط وليد الشريف ولها تاريخ في المجال ويتنوع الخط من مدينة إلى أخرى ومنها على وجه الخصوص مدن نفطة وتوزر وحامة الجريد معتبرا المهرجان بادرة طيبة للترغيب في تأصيل الثقافة واللغة العربية وبين أنه يستعمل الخط العربي في جميع المحامل.
ويشارك الفنان الهاوي محمد قصي رصاوي لأول مرة بعد أن قضى ثلاث سنوات ماضية في تعلم الخط والتعرف على أنواعه وفق ما أكده وجرب في هذا الإطار الخط الديواني ثم المغربي معربا عن الأمل في أن يتواصل نقل الخط إلى الأجيال القادمة وترغيبهم فيه بطرق لينة.