يتلقى حاليا نحو ألفي متعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسبة / السيدا، علاجات دورية في المؤسسات الاستشفائية التابعة لوزارة الصحة، من بينها حوالي 40 حالة في صفوف المتعايشين من الأطفال، وفق معطيات إحصائية تم تقديمها، اليوم الأحد، ضمن مداخلات علمية تم عرضها خلال تظاهرة تحسيسية تحت شعار »مكافحة السيدا مسؤوليّة مجتمعيّة »، نظمتها الوزارة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز/ السيدا).
وتمّ التأكيد خلال هذه الندوة العلمية الملتئمة في إطار هذه التظاهرة المنعقدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا، الموافق لغرة ديسمبر من كل عام، بأحد نزل العاصمة وبمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، أن أعداد المتعايشين المتابعين لدى المؤسسات الاستشفائية البالغ عددهم قرابة الألفين، في استقرار نسبي خلال السنوات الأخيرة.
وتمت الإشارة في الندوة العلمية التي تحدث خلالها مجموعة من الخبراء التونسيين والأجانب، عن واقع هذا المرض في تونس وفي العالم حيث لفتت المعطيات المقدّمة ضمن ورقة علمية قدّمت في الغرض، أن عدد المصابين في تونس يقارب سبعة آلاف حالة غير أن المعضلة تكمن في وجود أعداد أخرى من الإصابات غير المعلنة إما بسبب جهل المصابين المحتملين بأعراض هذا المرض أو تجنب التصريح بإصابتهم لدواعي عديدة منها خاصة الإحراج الذي قد يشعر به المصابون.
وعلى الرغم من استقرار مؤشرات الإصابة بهذا المرض نسبيا في تونس إلا أن ذلك لا يعني وفق بعض الخبراء، المتحدّثين في الندوة، نهاية المعركة مع هذا الداء الخبيث بل من الضروري، حسب قولهم، مواصلة الجهود للتشجيع على الوقاية والتوعية بمخاطر الإصابة به وبطرق تفاديه والتركيز خاصة على فئات الشباب وفي المناطق الداخلية حيث يبقى النفاذ إلى خدمات الوقاية والعلاج محدودا جدا.
وبخصوص طرق العدوى تم خلال هذه الندوة التأكيد على أن أبرز أسباب الإصابة في تونس وفي العالم، تبقى ممارسة الجنس دون أخذ الاحتياطات الضرورية وتعاطي المخدرات .
ويشار إلى أن هذه التظاهرة التحسيسية « مكافحة السيدا مسؤوليّة مجتمعيّة » التي دأبت وزارة الصحة على تنظيمها منذ سنوات، تتنزل في إطار الجهود المشتركة لمواصلة التوعية بمخاطر هذا المرض وتداعياته على صحة الانسان والمجتمع وتعبئة كل الإمكانيات اللوجستية والبشرية لانجاح ذلك بالتعاون والتنسيق مع العديد من مكونات المجتمع المدني الناشطة في مجال الرعاية الصحية والوقاية من مرض السيدا فضلا عن المنظمات الإقليمية والدولية المختصة.
وتهدف هذه الفعالية إلى الرفع من مستوى التواصل والتفاعل في مجال الاتصال الصحي السّليم حول مكافحة السيدا وتوجيه التعاطي الإعلامي نحو مزيد تسليط الضوء على هذه المرض وسبل تفاديه والتصدي له.
وتنظم وزارة الصحة وعدد من شركائها من جمعيات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية على المستويين الوطني والجهوي أكثر من 20 ألف نشاط سنويا للتوعية والتحسيس وتقصي الإصابة بهذا المرض.
وبذات المناسبة، انتظم بمدينة الثقافة معرضا لعدد من المؤسسات الصحية والجمعيات الناشطة في المجتمع المدني سلط الضوء على الجهود المبذولة وطنيا وجهويا للتحسيس بخطورة هذا المرض وسبل تفادي الإصابة به.