نظّمت صباح اليوم الهيئة المديرة للمهرجان الدولي للتمور في قبلي بمقرّ بلدية قبلي ندوة صحفية حول آخر الاستعدادات لإنجاح الدورة 34 لهذه التظاهرة التي ستلتئم من 2 الى 4 نوفمبر المقبل.
وأوضح مدير هذه الدورة ماهر الصغيرون بالمناسبة ان المهرجان الدولي للتمور يعمل في السنوات الاخيرة على مزيد الاقتراب من المحور الرئيسي لهذه التظاهرة وهو قطاع التمور حيث ركّز هذه السنة على أن يكون العرض الملحمي الذي يعتبر الفقرة الابرز في برنامج المهرجان والتي تستقطب سنويا الاف الزوار، مبنيّا على موضوع شحّ المياه في الواحات وذلك في معالجة مشهدية للمخرج حافظ خليفة أطلق عليها اسم « الاولاف » في نص شعري للمبدع عبد المجيد البرغوثي ويشارك فيبطولته عديد الوجوه المسرحية بتونس على غرار محمد كوكة وعاطف بن حسين ومريم بلحاج وابن الجهة بسام بن حمادي.
وأشار المصدر ذاته أن برنامج هذه الدورة سينطلق بكرنفال احتفالي يصوّر العرس التقليدي بمشاركة كافة الفرق الشعبية التونسية والاجنبية ينطلق من وسط مدينة قبلي وصولا الى ساحة المهرجان ليبرز مختلف مراحل إقامة العرس بهذه الربوع وما تتخلّله من فقرات وعروض يشارك فيها الفرسان ليكون الموعد اثرها مع اعطاء اشارة انطلاق الملتقى الشبابي الاول للسياحة الواحية بمشاركة 138 شابا من ست ولايات من الولايات الداخلية للبلاد ليفسح المجال بعدها لتنظيم مقابلة في كرة القدم بين عدد من لاعبي المنتخب الوطني في سنة 96 على غرار خالد بدرة والبوعزيزي وفريق جهوي يضمّ أبرز الوجوه في هذه اللعبة من عدد من الفرق في الجهة.
وتتميز هذه الدورة وفق ما أكّده الصغيرون بمشاركة وفود من سبع دول عربية هي الجزائر وليبا ومصر والمغرب والاردن وفلسطين والعراق تضمّ فرقا شعبية على غرار فرقة الخشابة من العراق وعددا من الباحثين في المجال الفلاحي بالاضافة الى تنظيم مسابقة في الشعر الفصيح واخرى في اختيار افضل طبق للاكلة الشعبية في الجهةيشرف عليها الطباخ المعروف تيسير القصوري.
وستحافظ الدورة على بعض الفقرات القارة من الدورات السابقة في التنشيط وفي اختيار افضل عرجون من التمور وأفضل مقسم فلاحي والماراطون الذي ينطلق من المهبط القديم للطائرات بمنطقة « ام قلام » في بازمة في اتجاه ساحة المهرجان في قبلي القديمة .
وعن ميزانية هذه الدورة وبعض الصعوبات التي ما تزال تعترض المنظمين أكد منسق هذه التظاهرة عبد الله بوصفة أن الميزانية التقديرية لهذه السنة تناهز 270 الف دينارأي بارتفاع يقارب 70 الف دينار مقارنة بميزانية الدورة الفارطة وذلك تدعيما للتوجّه الذي يراهن عليه هذا المهرجان قصد مزيد الاشعاع وطنيا ودوليا والتحول الى واحدة من أكبر التظاهرات المعرفة بالتمور التونسية في العالم، مشيرا الى ان الهيئة المديرة تلقّت وعودا من أغلب الوزارات ذات الصلة بهذا النوع من المهرجانات على غرار وزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الصناعات التقليدية إلا أن أكبر إشكال يظل حاليا هو التأخّر نسبيا في تحويل المنح التي وعدت بها هذه الوزارات خاصة وان عمل الهيئة انطلق منذ مدة ويتطلب الكثير من مصاريف الاعداد اللوجستي ومصاريف الاعداد لاستقبال الوفود العربية المشاركة، حسب قوله.
وبخصوص العمل الفرجوي بعنوان ( الاولاف) للمخرج حافظ خليفة ذكر الممثّل بسام بن حمادي احد ابطال هذه الملحمة أنه يصوّر في قراءة استباقية مصير الجهة في صورة تراجع المائدة المائية وشح هذه الثروة الطبيعية التي تمثل العمود الفقري للوجود الانساني بهذه الربوع وذلك في معالجة مشهدية بمشاركة 70 ممثلا يجسّدون كافة الفقرات التي بني عليها هذا العمل من صراعات على المياه وتراجع للانتاج الفلاحي وتعلق بالموطن والوطن.