ساد هدوء حذر صباح اليوم الجمعة جزيرة قرقنة بعد ليلة شهدت مواجهات بين قوات الامن والمحتجين من اهالي الجزيرة على خلفية محاولة منع عدد من المواطنين والبحارة قدوم شحنات نقل المحروقات وتوجهها الى شركة بيتروفاك .
واتسم الوضع بتعطل الدروس بالمعهد الثانوى والمدرسة الاعدادية بمنطقة الرملة وتواصل مطالبة الاهالي بإيجاد حلول جذرية للازمة التي اندلعت منذ فك اعتصام ينفذه عدد من العاطلين عن العمل أمام شركة بتروفاك بواسطة التدخل الامني والمطالبة بإطلاق سراح الذين تم ايقافهم على خلفية فك الاعتصام فيما تدعو الاطارات الامنية للتهدئة وتوخي الحوار بدل العنف.
ودعا المكلف بالإعلام في ادارة امن اقليم صفاقس فتحي الميساوي الى تهدئة الاجواء في قرقنة وعدم الانجرار وراء دعوات رفع الاحتقان في الجزيرة من خلال بث الشائعات والمغالطات بشان التدخل الامني في المواجهات التي جدت مساء امس مع المحتجين على حد قوله.
والتمس ممن اسماهم عقلاء الجزيرة التدخل لمواصلة نهج الحوار الذي تقدم اشواطا في حل الازمة ولإثناء الشبان المتحمسين الذين لا يزالون يواصلون عملية التعبئة والتحريض على استهداف المؤسسة الامنية وفق تعبيره مشددا على ضرورة الناى بها عن كل التجاذبات لان تواجدها في الجزيرة هو من اجل تطبيق القانون وتوفير حرية العمل والتنقل للجميع وفق تاكيده.
وكان عدد من المحتجين وشهود العيان بالجزيرة اعتبروا في تصريح لمراسل وات امس الخميس بان التدخل الامني كان عنيفا واستعمال الغاز كان كثيفا بما اجج الاجواء وجعل عديد المناطق في قرقنة تشهد حالة من التوتر والخوف الشديدين على حد قولهم ووجهوا نداءات استغاثة لإيجاد حل لحالة التأزم التي تشهدها الجهة منذ فك اعتصام شركة بيتروفاك .
وبين الميساوى من جهته ان كل ما يروج من اخبار عن اصابات في صفوف المحتجين وإفراط في استعمال القوة او ايقافات لا اساس له من الصحة مضيفا ان مجموعات من الشبان لا تعبر عن ارادة غالبية اهالي قرقنة واعتبر انهم يسعون الى تاجيج الاوضاع وإثارة النعرات الجهوية عبر المغالطات التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام .
وقال من جهة اخرى ان عناوين من نوع قرقنة تحترق و الى ميناء سيدى يوسف لفك الحصار على قرقنة فيها تهويل مقصود للوضع ولا تعكس البتة حقيقة ما جرى على ارض الواقع والذى لا يعدو ان يكون تدخلا عاديا يمكن ان يحصل في أى مكان اخر من البلاد .
وأكد ان عناصر الامن تدخلت وفق القانون ولم تستعمل الغاز المسيل للدموع الا بعد التنبيه بمكبر الصوت ومحاولة اثناء المحتجين عن استهداف شاحنات نقل البيترول بالحوار .
وأضاف ان المحتجين رموا اعوان الامن والشاحنات بالحجارة والزجاجات الحارقة وعمدوا الى احراق قارورتي غاز انفجرتا دون حصول خسائر مشيرا الى ان 6 اعوان امن تعرضوا الى اصابات في المواجهات مع المحتجين استوجبت نقلهم للمستشفى قبل ان يغادروا ويعودوا للعمل .
ومن جهة اخرى ذكر اطار بمستشفى قرقنة انه تم تسجيل قبول 4 مصابين في صفوف المواطنين و6 في صفوف الامنيين على اثر مواجهات يوم امس ودعا الى تدخل الحكومة لإنهاء الازمة .
يذكر أن جزيرة قرقنة دخلت الثلاثاء في اضراب عام كان دعا اليه الاتحاد المحلي للشغل على خلفية حالة الاحتقان التي تعيشها الجزيرة منذ أسبوع اثر التدخل الامني لفك اعتصام عدد من العاطلين عن العمل أمام شركة بتروفاك واستمرار ايقاف مجموعة من المعتصمين وكذلك لمطالبة الحكومة بتوفير التشغيل والتنمية لأبناء المنطقة.