نفذ عدد من مدرسي الكبار المتعاقدين القادمين من مختلف الولايات، اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية أمام نزل بالعاصمة احتضن أشغال ندوة وطنية حول « الاستراتيجية الوطنية لمحو الامية وتعليم الكبار غير النظامي »، لمطالبة وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعجيل في تسوية وضعياتهم المهنية والقطع مع كافة اشكال التشغيل الهشة.
ورفع المحتجون خلال هذه الوقفة عديد الشعارات على غرار « تفعيل التسوية حق موش مزية » و »التسوية دفعة واحدة » و »لا للعقود الهشة » و »لا لمنحة المذلة ».
وأفادت كاتب عام نقابة مدرسي تعليم الكبار نجاة الاسود في تصريح (لوات)، ان هذه الوقفة تأتي على خلفية الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها المدرسون المتعاقدون البالغ عددهم 823 مدرسا ومعظمهم من أصحاب الشهائد العليا، وخاصة ضعف الاجر الذي لا يتجاوز 300 دينار ولا يتم الحصول
عليه الا مرة واحدة كل ستة أشهر، وفق تأكيدها، مشددة في هذا الصدد على ضرورة تسوية وضعياتهم المهنية على غرار المعلمين النواب والأساتذة النواب بوزارة التربية.
وأضافت المتحدثة ان « الاتحاد العام التونسي للشغل قد تبنى مطلب مدرسي الكبار المتعاقدين من اجل ضمان التسوية النهائية لملفهم، في حين لم تحرك وزارة الشؤون الاجتماعية ساكنا ازاء الملف المطروح على طاولة التفاوض منذ اكثر من اربع سنوات، ولم تتعامل معه بالجدية المطلوبة رغم تكرر الوقفات الاحتجاجية للمعلمين ».
وأوضحت الاسود ان نقابة مدرسي تعليم الكبار قد تمكنت من إيجاد حلول جزئية بخصوص الملف بعد سنتين من التفاوض مع سلطة الإشراف ومنها ضمان التغطية الاجتماعية للمتعاقدين وتجديد عقودهم كل سنة عوض كل سنتين، معتبرة ان هذه الحلول ضعيفة ولا ترتقي الى المستوى المأمول وهو القطع بشكل نهائي مع كافة اشكال التشغيل الهشة.
ومن جهتها اكدت استاذة التربية الاجتماعية عن ولاية جندوبة سناء محواشي، ان المدرسين يعملون في ظروف صعبة في ظل عدم توفر ابسط الامكانيات اللازمة للتدريس، اضافة الى قلة المقرات المخصصة للدراسة والتي من شانها ان تستقطب اكبر عدد من الاميين وتحفزهم على الدراسة في حال تم الترفيع في عددها.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي في رده على سؤال حول موقف الوزارة بخصوص هذا الملف خلال تصريح للإعلاميين على هامش الندوة، ان وضعية مدرسي تعليم الكبار غير مقبولة والمنح التي يتقاضونها ضئيلة ولا توفر لهم أدنى مقومات الحياة الكريمة التي يطمح اليها اي مواطن اليوم، مشيرا في هذا الشأن الى ان الوزارة قد شرعت عمليا في التحاور مع ممثلين عن هؤلاء المدرسين من اجل تجاوز هذا الوضع كما تمت مراسلة رئاسة الحكومة في الغرض ومطالبتها بتحسين وضعيتهم المادية في اقرب الاجال المتاحة.
وأبرز الطرابلسي أهمية تعزيز هذا السلك مؤكدا ان الوزارة تطمح الى الترفيع في عدد مدرسي تعليم الكبار الى 6230 مدرسا وإطارا بيداغوجيا الى
حدود سنة 2024
يشار الى ان الندوة الوطنية حول « الاستراتيجية الوطنية لمحو الامية وتعليم الكبار غير النظامي »، التي نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية بالعاصمة،
تتنزل في اطار الاحتفال باليوم العالمي لمحو الامية وتعليم الكبار الموافق ل 8 سبتمبر من كل سنة.