أفاد وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم،، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء إثر اختتام ندوة علمية إقليمية نظمتها الوزارة حول « المسجد بين الوظيفة والتوظيف » بالمنستير، بأن الوزارة أعدت تصوّرا جديدا قانون المساجد.
وقال » إن القانون الحالي الذى صدر سنة 1988 يغلب عليه الطابع الزجري وجاء في مرحلة سياسية معيّنة وبشكل متسرع، فهو لم يحط بعدّة جوانب متعلقة بالمساجد، من ذلك تعريف موسع للمسجد ولنطاق عمله ووظائفه ».
من جهتها أكدت كاهية مدير الشؤون القانونية بوزارة الشؤون الدينية محبوبة الشرطاوي التي قدمت مداخلة بعنوان « قراءة في قانون المساجد »، على ضرورة مراجعة العقوبات في الفصلين 10 و11 من هذا القانون، وتحديد الأركان المادية والمعنوية للجرائم باعتبار أنّه سينجر عنها عقوبات فيها مساس بالحقوق والحريات العامة للأفراد.
وينتظر أن يعرض تصوّر الوزارة بشأن مشروع القانون الجديد للمساجد لاستشارة موسعة تشمل الأئمة والوعاظ والمجتمع المدني والوزارات.
من جهة أخرى، تمحورت توصيات المشاركين في هذه الندوة العلمية الإقليمية التي شملت الوعاظ بولايات المنستير وسوسة والمهدية، حول ضرورة مزيد تكوين الأئمة والوعاظ وتطوير مضمون خطبة الجمعة لتكون ملائمة ونوعية المتلقى في العصر الراهن والواقع المعاش.
ووقع التأكيد كذلك على أهمية الإشتغال أكثر على مواضيع الخطبة التي تكون فقهية، وتطوير الوعاظ لتقنياتهم في هذا المجال للمساهمة في تكوين الأجيال علاوة على اقتراح تغيير قانون المساجد .
كما دعا عدد من المشاركين الى تنظيم جلسات لتشريك الإداريين والوعاظ والأئمة في صياغة مشروع القانون الجديد المتعلق بالمساجد ، وسن تعريف دقيق للمسجد بعيدا عن التوظيف السياسي، الى جانب تحديد دور الواعظات ليشمل إلقاء الدروس في المسجد، وضرورة التنظير المالي لإطارات وزارة الشؤون الدينية على غرار بقية الوزرات الأخرى.
وقال الأستاذ بجامعة الزيتونة عفيف الصباطي وإمام بجامع مالك ابن أنس بقرطاج في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، » لابّد من العمل معا للإرتقاء بالخطاب الديني وجعل المساجد مدرسة للمواطن يتعلم فيها قيم الصدق والرحمة والمحبة والتعاون ليصبح المسجد عامل بناء ويؤسس علاقات راقية بين أفراد المجتمع وليس عامل نشر للبغضاء والعداوة ».
وكانت الندوة سجلت كذلك مداخلات حول » وظيفة المسجد بين التاريخ والرّاهن » للأستاذ عفيف الصبابطي و »خطاب المسجد بين الدور الحقيقي والتوظيف » للأستاذ إبراهيم الشايبي و »الإمام الخطيب بين تقنيات الخطبة وسيكولوجية التواصل » للأستاذ ناجم الوهيبي.