شغلت الثورة التونسية العالم وشدّت إليها مختلف الأنظار لا سيّما وهي في طريقها نحو تركيز نموذج ديمقراطي أكدته العمليات الانتخابية التي عرفتها تونس منذ 2011. ولعلّ ذلك ما دفع المولعين بالسينما وصناع الفن السابع إلى الاهتمام بالجناح المخصّص للمركز الوطني للسينما والصورة بمهرجان كان السينمائي في دورته 71.
واستقطب الجناح التونسي عددا هاما من الإعلاميين العرب والأجانب، وتطرقوا إلى مواضيع عديدة منها الصناعة السينمائية في تونس في ظل حرية التعبير وكذلك المرأة السينمائية بالإضافة إلى البرنامج السينمائي « تونس فاكتوري » الذي أُنجز بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة وكذلك « بروباغندا للإنتاج ».
وتمّ عرض هذا البرنامج الذي يضمّ أربعة أشرطة روائية قصيرة، أمس الأول الأربعاء، هي « قانون الصمت » لمريم الفرجاني والفرنسي مهدي حمنان و »ليالي ليلى » للثنائي إسماعيل (تونس) والإيرانية فاطمة أحمدي، و »العصفور الأزرق » لرفيق عمراني (تونس) و »سوبا سيفاكوماران » من سيريلانكا، بالإضافة إلى فيلم « خوذ عيني… » للمخرجة التونسية أنيسة داود والأفغاني « أبوزار آميني ».
وقال المدير الفني لقسم أسبوع المخرجين « إدوارد فينتروب » في تصريح إعلامي، متحدّثا عن مشاركة تونس ضيف شرف أسبوع المخرجين وافتتاحها للتظاهرة، إن تونس نموذج في الديمقراطية بعد ثورة الياسمين في 2011 ضدّ القمع والاستبداد »، مضيفا بأن تونس قد أثبتت حفاظها على النموذج الديمقراطي والتعددية السياسية وحرية التعبير والفكر والإبداع. وأكد أن الحضور التونسي يعدّ فرصة لاكتشاف المواهب الشابة في السينما وأفكارها الحرّة في بلد يسير بثبات نحو ديمقراطية حقيقية ».
وأفاد الناقد السينمائي الجزائري محمد عادل، بأن الأفلام التي تمّ عرضها ضمن برنامج « تونس فاكتوري » تعدّ فرصة لمخرجيها للتعريف بأنفسهم في مهرجان عريق يحضره كبار السينمائيين في العالم، معتبرا أن الأفلام المعروضة وإن كانت قصيرة فإنها تحمل مشاريعا كبرى لمخرجيها الذين يعتبرون محظوظين لعرض أولى أفلامهم بمهرجان كان السينمائي.
وكانت مخرجة فيلم « قانون الصمت » أنيسة داود قد لفتت إليها أنظار الكاميرا وعدسات المصوّرين وهي تتحدّث عن تجربتها الإخراجية الأولى في السينما بعد أن عهدها السينمائيون ممثلة سينمائية في عديد الأفلام أبرزها فيلم « علوش » للطفي عاشور الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان لسنتيْن خلتا.
وتميّز الجناح التونسي الذي يشارك في سوق الأفلام بمهرجان كان السينمائي بتنوع محتوياته، حيث تضمّن معلّقات للأفلام التونسية المشاركة في المهرجان بالإضافة إلى معلّقات أخرى فيها تقديم للمركز الوطني للسينما والصورة وكذلك لأيام قرطاج السينمائية ومعلومات تتعلّق بالسينما التونسية بشكل عام.
وجدّد المركز الوطني للسينما والصورة الموعد، أمس الجمعة، مع سينمائيين من العالم، في لقاء حمل عنوان « منارات »، استعرضت خلاله مديرة المركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري واقع السينما التونسية، وقدّمت للحاضرين معلومات عن صناعة السينما في تونس.