أحيى الفنان زياد غرسة الليلة الماضية حفلا بمسرح أوبرا مدينة الثقافة ضمن الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان المدينة بتونس، حضره وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين. وشهد الحفل إقبالا مكثفا من المولعين بالطبوع التونسية.
انطلق الحفل بتأخير ناهز 35 دقيقة، ويعود ذلك إلى الجمهور الغفير الذي أقبل على متابعة الحفل وظل يبحث عن مقاعد شاغرة للظفر بها. ثم استهلّ الفنان زياد غرسة حفله بموشحات من المالوف، فغنى « ما كنت أدري » و »يا ناس جراتلي غرايب » و »الكون إلى جمالكم مشتاق ». ثم أدّى نغم « وقفو البنات في البراكن » يقول مطلعه « وقفو البنات في البراكن عشوة والشمس للغروب » وهي كلمات للأستاذ علي اللواتي في الزجل.
وتغنى زياد غرسة بالأم، فأدّى رفقة مجموعته الموسيقية أغنية « يا ميمة » وهي من كلمات الأستاذ علي الورتاني الذي يقول في مطلعها « لو كان يجيبولي في يديا المرجان وديامونت العالم وقصورات زمـان وسلاطين الدنيا يحطوني سلطان لا نبعد لا نحيد عن زين التبسيمة كل دقيقة عيد في حضانك يا ميمة »، بالإضافة إلى أغاني « علاش تحيّر فيا » و »إلّي تعدى وفات » و »حبك كم عيارو ». ثمّ أخذ إيقاع الحفل منحى جديدا مع تأدية « ترهويجة » و »عزيز قلبك » و »روح مالسوق عمار » وكذلك « خالي بدّلني » التي اختتم بها الحفل.
وكانت إطلالة زياد غرسة على الركح دون آلة العود التي عهدها الجمهور في أغلب حفلاته، فقد اختار في هذا العرض مشاركة الفرقة الموسيقية بالعزف على « الأورغ »، صاحبه تزاوج بارع بين الآلات الوترية (الكمنجة والتشيلو والآلتو) وكذلك الآلات الموسيقية الإيقاعية (الدف والدربوكة).
وأوفى الفنان زياد غرسة، كما عهده الجمهور التونسي، للموروث الموسيقي الأصيل، فأطرب أسماع الحاضرين وشدّ اهتمامهم لمدة ساعتين بنبضات المالوف والألحان التونسية الخالدة.