أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين أن ولاية القصرين استعادت اليوم تاريخها وحضارتها بعد إعادة الحياة إلى مسرحها الروماني الضارب في التاريخ ليصبح منارة ثقافية تحتضن كبرى التظاهرات الثقافية الوطنية والجهوية على مدار السنة منها حفل مارسيل خليفة الذي سيلتئم هذا المساء وينير سماء المسرح ويستقبل عشاق الفن والثقافة. جاء ذلك لدى اشرافه أمس الجمعة على افتتاح المسرح الروماني « السيليوم » بالقصرين المدينة بعد تهيئته وترميمه وإعادة الروح فيه ببادرة من المجلس الجهوي للولاية بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
وقال الوزير الذي كان مرفوقا خلال حفل الافتتاح بكل من كاتب الدولة للشباب عبد القدوس السعداوي ووالي الجهة سمير بوقديدة وثلة من الإطارات الجهوية ذات العلاقة بالشأن الثقافي والسياحي، أن كلفة تهيئة المسرح حتى يكون جاهزا لاستضافة مختلف التظاهرات و العروض والانشطة الثقافية بالجهة، قد ناهزت 400 ألف دينار مشيرا الى أن الوزارة كانت تعهدت برصد 300 ألف دينار لدعم مشروع تهيئة المسرح الأثري السيليوم بعد أن تم تكوين لجنة في الغرض وذلك في سبيل استعادة الجهة لمكانتها التاريخية والارتقاء بالفعل الثقافي بها .
وكشف عن مضاعفة الميزانية المرصودة لمركز الفنون الدارمية والركحية بالولاية إلى حدود 50 ألف دينار ودعم المعهد الجهوي للموسيقى بالإطارات البشرية اللازمة من أساتذة واطارات تربوية، مشددا في ذات السياق على أهمية ثقافة القرب ودورها في النهوض بالقطاع الثقافي بربوع ولاية القصرين من خلال دعم المبادرات الخاصة الفردية والجماعية التي يتقدم بها شباب الجهة سعيا إلى المساهمة في مقاومة الإرهاب من خلال نشر ثقافة الحياة والإبداع والابتكار .
وذكر أن سنة 2019 ستكون مميزة في ولاية القصرين من خلال تنظيم تظاهرة كبرى بها تضاهي بقية التظاهرات الدولية وأنه سيتم العمل على إحداث مسلك سياحي ثقافي بها .
ومن جانبه أكد والي القصرين سمير بوقديدة ان عودة المنارة الثقافية والحضارية بالقصرين إلى الاشعاع من جديد ستكون منعرجا تاريخيا له انعكاس جدّ إيجابي على المستوى التنموي ككل بالجهة باعتباره سيكون أحد مكونات مسلك السياحة الثقافية بالقصرين ، مشيرا إلى أن سهرة افتتاح المسرح الأثري السيليوم المقررة هذا المساء بحفل فني للفنان اللبناني الكبير مرسيل خليفة في اطار الدورة 38 لمهرجان السيليوم الدولي، هي « سهرة تاريخية ستنصر الثقافة والحياة وستكون سهرة تحدي الارهاب واعداء الظلام. »
وفي تصريح لمراسلة (وات) بالجهة عبر مدير مركز الفنون المعاصرة بالقصرين وليد خضراوي أن افتتاح المسرح الأثري السيليوم هو خطوة مهمة غير أن المهم هو معرفة قيمة هذا المعلم الأثري العريق وتأثيثه بالأنشطة الثقافية عبر دعم استثنائي لفناني ومبدعي الجهة لمساعدتهم على تعمير هذا الفضاء وجعله منارة ثقافية بأتم معنى الكلمة وفق تعبيره .
جدير بالذكر أن المسرح الاثري السيليوم بالقصرين تم بناؤه وفق عناصر هندسية ومؤشرات غير مباشرة بين النصف الثاني من القرن الثاني والنصف الاول من القرن الثالث ميلادي بين سنتي 150 و 250 ميلادي وهو يعدّ أحد أصغر المسارح الرومانية بكامل شمال افريقيا ولا تتجاوز طاقة استيعابه الالف متفرج .