تجدّد انفتاح بيت الرواية بتونس على الروايات العالمية، فبعد تظاهرة « دون كيشوت في المدينة » التي انتظمت في شهر أكتوبر الماضي، كان الموعد، مساء الثلاثاء، مع افتتاح أيام الرواية البرتغالية، بحضور السفير البرتغالي المعتمد بتونس » خوزي فريديريكو ».
وتحتفي هذه التظاهرة الأدبية، التي تختتم اليوم الأربعاء، بالرواية البرتغالية وبأبرز روائييها « أفونسو كروش »، وهو أيضا فنان متعدّد المواهب: شاعر وموسيقي ورسام، وقد افتتح أمس معرضا يضم عددا من لوحاته التشكيلية.
وواكب الحاضرون في افتتاح أيام الرواية البرتغالية، ندوة بعنوان « اتجاهات الرواية البرتغالية » أثثها الأكاديمي والمترجم عبد الجليل العربي والفنانة التشكيلية نجاة الذهبي.
واعتبر عبد الجليل العربي أن المنتوج الروائي البرتغالي غني جدا و يتقارب مع الأدب العربي في القضايا التي يطرحها. وأكد أن الكتابة البرتغالية مرت بمرحلتين مهمتين قبل السبعينات وبعدها، منذ أن كانت حرية التعبير مقيدة، حيث كانت الكتابة إحدى وسائل المقاومة وأدوات الرفض للأسلوب القمعي الذي يفرضه النظام الحاكم في تلك الفترة. وأصبحت اليوم مرآة للمجتمع الداعي إلى الحرية وفتح آفاق جديدة وطي صفحات الماضي والتطلع إلى مستقبل يرتقي بالرواية البرتغالية إلى العالمية.
وتحدث عن أبرز الروائيين البرتغاليين مثل « جوزيه ساراماغو » المتحصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1998 وترجمت أعماله الروائية والمسرحية إلى أكثر من خمسة وعشرين لغة عالمية، مثنيا على أسلوبه المتفرد وإصراره على أن يكون ضد التيار، دائم النقد لكل شيء وهو ما تجلّى خاصة في روايته « الطوق الحجر ».
وفي حديثها عن « أفونسو كروش » قالت الفنانة التشكيلية نجاة ذهبي « إنه مبدع استطاع تحقيق المعادلة الصعبة في تحويل الكتابة إلى رسومات، وتركيزه على رسم العين الواسعة التي ترمز إلى البصر العميق وقراءة ما بين السطور وهي العين التي ينظر بها الرسام إلى العالم برؤية تختلف عن رؤية الإنسان العادي ». فهو يتطلع بعين الناقد الذي يرسم تفاصيل الحياة من وجهة نظره.
وفي ختام اللقاء أبرز أشرف القرقني مراحل حياة الإنسان باعتباره رقما في مجتمع ما بعد الإنسان من خلال رواية « هيا نشتر شاعرا » الذي تتحول فيه كل المشاعر الإنسانية إلى أرقام ورموز، حيث تسيطر المادة وتنعدم المشاعر والأحاسيس في مجتمع فقدت فيه اللغة شاعريتها.